خطة ترامب فى الصحافة الأجنبية - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 11:19 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خطة ترامب فى الصحافة الأجنبية

نشر فى : الإثنين 3 فبراير 2020 - 10:10 م | آخر تحديث : الإثنين 3 فبراير 2020 - 10:10 م

يوضح عدد من المقالات التى نشرت فى الصحف والمراكز البحثية الأجنبية أن خطة ترامب لا تهدف إلى تحقيق السلام أو إقامة دولتين، بل تسعى إلى أن تدعم سيطرة إسرائيل الكاملة على الأراضى على المدى البعيد. كما أوضحت المقالات آراء بعض الخبراء الأمريكيين والمجتمع اليهودى حول رفضهم لهذه الخطة.
انتقد الرئيس الأمريكى السابق جيمى كارتر الخميس الماضى الخطة الأمريكية الجديدة للشرق الأوسط التى تم الكشف عنها قبل عدة أيام قائلا إن الخطة ستضر بالمحاولات المستقبلية لإيجاد السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. فأشار إلى أن الخطة تقوض احتمالات قيام سلام عادل بين الإسرائيليين والفلسطينيين وإذا نُفذت الخطة فستقضى على الحل الوحيد القابل للتطبيق لهذا الصراع وهو حل الدولتين المُقترح على أساس حدود عام 1967 الذى دعت إليه العديد من قرارات الأمم المتحدة. وأشار أيضًا إلى أن الاقتراح الأمريكى ينتهك القانون الدولى فيما يتعلق بتقرير المصير، وحيازة الأرض بالقوة وضم الأراضى المحتلة، كما يحرم الفلسطينيين من المساواة فى الحقوق.
اجتمع عدد من المقالات التى نشرت على مجلة «بوليتيكو» و«نيوزويك» و«نيويورك تايمز» و«بروكينجز» على أن ما تطمح إليه الخطة هو فرض حقائق جديدة لن يمكن تغييرها فى المستقبل. كما أشارت الصحفية الأمريكية «ناهال توسى» فى مقالها على بوليتيكو أن الخطة لها عواقب بعيدة المدى، وستفرض ضغوطا شديدة على رؤساء الولايات المتحدة فى المستقبل لعكس هذه القرارات، مثل اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل أو بضم الجولان، إلى جانب السعر السياسى الذى سيدفعه رؤساء المستقبل إذا قرروا إثارة معركة مع إسرائيل التى تحظى بدعم قوى فى الكونجرس. وقد يجد البعض أن تعريف ترامب الجديد للاجئى الفلسطينى، والذى لن يتضمن جميع نسل الفلسطينيين النازحين الأصليين، مفيدا لأنه سيخفف من المخاوف الإسرائيلية حول الموافقة على «حق عودة» واسع للفلسطينيين.
على المدى الطويل لن يكون هناك دولة فلسطينية، فهذه الخطة سينتج عنها دولة واحدة. فكما أشارت ناهال توسى فى مقالها إلى أنه بينما يقول ترامب إن الفلسطينيين سيسيطرون على ضعف مساحة الأراضى التى يسيطرون عليها الآن، إلا أن الأراضى التى سيحصلون عليها وفقا لما أوضحه إيلان جولدنبرج ــ المسئول الأمريكى السابق وديمقراطى متابع للقضايا الإسرائيلية الفلسطينية ــ هى عبارة عن أراضٍ صحراوية منفصلة تماما عن بعضها البعض مع الاستيلاء على المناطق الرئيسية فى وسط الضفة الغربية. وكما توضح صحيفة «نيويورك تايمز» فالمساحات التى سيتم تخصيصها للفلسطينيين هى أقل بكثير من أى اقتراح سابق. ستتنازل إسرائيل عن بعض الأراضى فى مقابل الأجزاء التى ستضمها، بما فى ذلك التنازل عن منطقة وسط إسرائيل التى يعيش فيها المواطنون العرب وهو ما يحقق ما يطمح إليه القوميون الإسرائيليون لتقليص عدد المواطنين العرب فى إسرائيل.
وأوضح «إيلان جولدينبرج» فى مقال «ناهال توسى» كيف يتلاعب ترامب بالكلمات عند اعترافه بالقدس عاصمة إسرائيل، فهناك الكثير من الأجزاء التى تسميها إسرائيل القدس ولا يعتبرها الفلسطينيون مما سينتج عنه عدم ضم الدولة الفلسطينية المستقبلية التى يتصورها ترامب إلى العديد من الأحياء العربية الرئيسية. أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» فى مقالها التحريرى أن الأراضى الفلسطينية حسب الخطة لن تكون دولة على الإطلاق، بل مجموعة من الجزر الإثنية، التى يُزعم أنها ستكون مرتبطة بالجسور والطرق والأنفاق، تخضع لمتطلبات أمنية تحددها إسرائيل. كما أوضح «ناتان ساكس» ــ مدير مركز سياسة الشرق الأوسط ــ فى مقال على مؤسسة بروكينجز، فبالنظر فقط إلى الخريطة سنرى حجم المهزلة.. الدولة الفلسطينية ستكون محاطة بالكامل بأرض ذات سيادة إسرائيلية (بما فى ذلك المياه الإقليمية لغزة)، وتقطيع ما لا يقل عن ست كتل رئيسية من الأرض وربطها بالطرق السريعة... بكلمات أخرى ستؤكد الخطة الوضع الحالى فى إسرائيل.
عرض الكاتب الصحفى «جيسون ليمون» فى مقاله على صحيفة «نيوزويك» موقف المجتمع اليهودى فى الولايات المتحدة من خطة ترامب. فسرعان ما رفضت الجماعات اليهودية الأمريكية خطة ترامب ووصفتها بأنها «مفلسة» و«زائفة». وصفت «إميلى ماير»، الشريك المؤسس للجماعة الأمريكية اليهودية التقدمية «IfNotNow» فى بيان لها لجريدة «نيوزويك» أن الخطة هى حيلة سياسية لكلا الزعيمين لصرف الانتباه عن إساءة استخدامهما للسلطة، تهدف إلى مساعدة نتنياهو فى الفوز بالانتخابات التى ستجرى فى أقل من ستة أسابيع. بالنسبة لها الخطة هى خطة للاحتلال والسيطرة العسكرية الإسرائيلية الدائمة، وليست خطة للسلام، تهدف إلى حرمان الفلسطينيين من حقوقهم وحتى هويتهم. كما أكدت «رابى وايس» ــ المديرة التنفيذية المشاركة فى منظمة «الصوت اليهودى من أجل السلام» ــ على تناقض الخطة مع القانون الدولى بشأن المستوطنات وضم هضبة الجولان ووضع القدس مع قطع كميات هائلة من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.
اجتمع «هالى سوفر»، المدير التنفيذى للمجلس الديمقراطى اليهودى الأمريكى، فى مقال الكاتب «جيسون ليمون» فى صحيفة «نيوزويك» والكاتبة «تمارا كوفمان ويتس» ــ زميل فى مركز سياسة الشرق الأوسط ــ فى مقال نُشر فى مؤسسة بروكينجز إن حل السلام القابل للحياة يتطلب مساهمة من الجانبين. فما تأكد من مفاوضات السلام خلال العقود الثلاثة الماضية أن الحلول لا يمكن فرضها من الخارج. يجب أن يتم الاتفاق عليها بشكل متبادل من قبل الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية. ليست هذه أول محاولة يقوم بها رئيس أمريكى لإملاء الشروط على العرب والإسرائيليين حول كيفية حل نزاعهم. حاول الرئيس الجمهورى رونالد ريجان ذلك أيضًا فى فترة ولايته. مثل هذه الخطط الأمريكية فشلت دائمًا فى الماضى ورَفَضها الزعماء الإسرائيليون وأصروا على عدم إمكانية فرض السلام.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى

النصوص الأصلية للمقالات
https://politi.co/36S1qmw
http://bit.ly/2vJTx5V
https://brook.gs/2S9LBCy
https://cnn.it/2v0I3KL
https://nyti.ms/36S2gzG

التعليقات