عن المثقف والأخ الزعيم - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 3:44 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عن المثقف والأخ الزعيم

نشر فى : الإثنين 2 نوفمبر 2009 - 9:38 ص | آخر تحديث : الإثنين 2 نوفمبر 2009 - 9:38 ص

 فى الوقت الذى رفض فيه الأديب الإسبانى «خوان جويتسيلو» جائزة القذافى الأدبية وقيمتها 150 ألف دولار، اتساقا مع مبادئه المناهضة للديكتاتوريات فى أى مكان فى العالم، وقف الأدباء العرب بين يدى الأخ القائد يدبجون القصائد وينثرون آيات المديح للزعيم «ضمير العالم وعقله المستنير ــ إمامنا ورائدنا وقائدنا ومرشدنا إلى سواء السبيل ــ صوت الحق ملاذ المضطهدين ــ الاسم الحركى للحرية...»،

وعجائب أخرى تجدها فى الموضوع الذى كتبه زميلى المبدع سامح سامى اليوم فى صفحة الثقافة، ومن يرد التعرف على مزيد من صفات الزعيم الأسطورة ــ هكذا وصفه أحدهم ــ عليه فقط أن يطالع موقع «الزحف الأخضر» ــ نسبة إلى كتاب الأخ القائد الذى يحمل اللون ذاته ــ وسينعم بقصائد ومدائح تليق بنبى، تعدد مآثر الزعيم، ليس فقط بوصفه سياسيا ومناضلا وشهابا ثوريا، وإنما أيضا باعتباره مفكرا وأديبا «يصعب الإحاطة بالمضامين الجماهيرية لإبداعه»! أى والله هكذا.

بل إن تغيير النظام الأساسى لاتحاد الأدباء العرب بعد 50 عاما، كما جاء على لسان الأمين العام للاتحاد، جاء بإلهام من كلمة الأخ العقيد فى الأمم المتحدة والتى طالب فيها بتغيير النظام الأساسى للمنظمة الدولية بعد 06 عاما من إنشائها !

قبل عشرين عاما تقريبا زار نفر من أقطاب اليسار ليبيا، وعادوا يكتبون عن «صقر الأمة العربية الوحيد»، ومنذ سنوات قلائل، احتفى معرض القاهرة للكتاب بمجموعة قصصية للأديب المبدع قائد الثورة عنوانها «الأرض الأرض.. القرية القرية.. وانتحار رائد فضاء»،

وكان على المنصة رئيس هيئة الكتاب آنذاك الدكتور سمير سرحان، رحمه الله، وعدد معتبر من النقاد الذين تملأ صورهم وكتاباتهم الصحف، وقالوا فى إبداع القذافى كلاما لو سمعه ماركيز لتضاءل إلى حد التلاشى، ولو وصل إلى مسامع أعضاء لجنة نوبل لمنحوه جائزتها على الفور.
أما المشهد التالى فقد كنت شاهد عيان عليه..

كنت أغطى أحداث مهرجان الجنادرية فى الرياض فى العام 1992 لجريدة الحياة اللندنية، ودعانا الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ ولى العهد آنذاك ــ للقائه، فإذا بكاتبين من رموز اليسار المصرى يتسابقان لحجز مكان إلى جوار الأمير، وتنافس المفكران الكبيران فى الاستحواذ على أذنى الأمير، والرجل لطفا منه يوزع انتباهه بينهما، وإن كنت على ثقة من أنه لم يسمع كلمة واحدة مما قالاه،

وحين عاد أحدهما كتب مقالا مطولا عن «انطباعته عن القارة السعودية» التى كان يزورها للمرة الأولى، بدت فيه المملكة التى طالما انتقد نظامها ووصفها بالرجعية والعمالة للامبريالية، جنّة الله على أرضه، حتى أنه، رحمه الله، رأى فى زيارته الأولى، ما لم يره أهل البلد أنفسهم.

طبعا لا أتوقع منك أن تسألنى عن دوافع الجالسين فى خيمة الأخ القائد أو قصر الأمير أن يفعلوا ما فعلوه، فأنت أدرى وأعلم.
عماد الغزالى

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات