اعتذار مفخخ - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 7:19 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اعتذار مفخخ

نشر فى : الإثنين 2 سبتمبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 2 سبتمبر 2013 - 8:00 ص

وزّع مجموعة من شباب الإخوان بيانا على وسائل الإعلام قالوا فيه إن قيادات فى مكتب الإرشاد وافقت عليه.

البيان الذى نشرته صحف عدة ونشرناه أيضا فى «الشروق» فى عدد الخميس الماضى، تضمن «اعتذارا للحركات والقوى الثورية واعترافا بخطأ المسار الذى سارت فيه الجماعة منذ 25 يناير».

والقارئ لمضمون البيان وتوقيت إصداره لابد أن تستوقفه عدة ملاحظات:

أولا: إن البيان صادر عن مجموعة من الشباب فى جماعة الإخوان لا عن مكتب الإرشاد ذاته، وحتى لو وافق عليه أعضاء فى الإرشاد فإن ذلك لا يلزم الجماعة به.

ثانيا: إنه صدر قبل يوم واحد من مظاهرات «جمعة الطوفان» التى حشدت الجماعة لها أنصارها، فأرادت أن تضم لصفوفها آخرين من المحسوبين على الثورة، بعد أن تراجعت قدرتها على الحشد بفعل الضربات الأمنية التى تلقتها فى الأيام الأخيرة، حتى لو رفع هؤلاء شعارا مرره الإخوان بخبث على صفحات التواصل الاجتماعى مفاده «لا للعسكر لا للإخوان»، فهم يعرفون أن هذا الشعار ،سيتلقفه نفر من المراهقين الثوريين دون تفكير، وسيصب فى مصلحة الإخوان فى نهاية المطاف.

ثالثا: إن من أصدروا البيان يقررون أنه كان معدا للإصدار قبل ساعات من فض اعتصامى رابعة والنهضة، وحال فض الاعتصام دون صدوره، بما يعنى ــ وفقا للبيان ــ أن الاستعجال فى فض الاعتصام، كان السبب فى وأد فكرة الاعتذار، التى كان من الممكن أن تكون بداية لمصالحة تنهى الأزمة، وتجنبنا للدماء التى سالت.

والمدهش أننا قبل فض الاعتصام بدقائق، لم نكن نسمع سوى أصوات تحرّض على العنف، وتدعو المعتصمين للشهادة فى سبيل شرعية مرسى.

رابعا: إن مضمون بيان الاعتذار لا يحمل أى اعتذار فى الحقيقة، أو هو بالأحرى يعتذر عن السماحة والطيبة التى اتسم بهما منهج الإخوان فى الحكم طوال السنة الماضية، فهم يعتذرون على تبنيهم منهجا إصلاحيا تجاه مؤسسات الدولة العميقة ــ يعنى الشرطة والجيش بالأساس ــ، وكان يجدر بهم ــ حسب البيان ــ أن يقوموا بعملية تطهير عاجلة ومباشرة لهذه المؤسسات، ولا يفوت البيان أن يشير إلى خطأ الإخوان فى أحداث محمد محمود دون غيرها، وهى كما تعلم، أحداث الهجوم على وزارة الداخلية ومحاولة اقتحامها، وكأن بيان الإخوان يحث «الثوار» على مساندتهم فى مواجهاتهم ضد الداخلية، التى تخوض ضد إرهابييى الجماعة وتوابعها، حربا ضروس على جبهات عدة.

وكما ترى، فإن البيان لا يعتذر للمصريين عن سوء أداء الإخوان واندفاعهم الأهوج نحو تنفيذ مخطط التمكين والسيطرة، ولا عن إطلاق أيدى الإرهابيين يروعون الناس وينغصون عيشتهم،ولا عن مخططهم لبيع سيناء بالاتفاق مع الأمريكان وحماس، ولا عن تقزيمهم لمصر وتحويلها إلى إمارة تابعة للتاج التركى، ولا عن مؤامراتهم ضد جيش البلاد الوطنى، ولا عن أكاذيبهم المتواصلة منذ أطلّوا على الحياة السياسية، بدءا من «مشاركة لا مغالبة»، إلى «لن نرشح رئيسا»، إلى تنصل رئيسهم من جميع وعوده فى مؤتمر فيرمونت، إلى إعلانه الدستورى الكارثى، وصولا إلى مؤتمر نصرة سوريا الذى أوضح بجلاء أين يقف الإخوان وأتباعهم، وأين يقف الشعب المصرى.

والحقيقة أن ما جاء على لسان حسام مؤنس المتحدث الرسمى باسم التيار الشعبى، عكس فهما حقيقيا لهذا البيان «الفخ»، فقد كتب على حسابه على تويتر «إذا كان الإخوان جادين فى اعتذارهم فترجمة ذلك عمليا يكون فى القبول بإرادة الشعب فى 30 يونيو وقبول المحاسبة الشعبية عن أخطائهم، ومحاسبة من أجرموا من قادتهم وأعضائهم فى إرهاب أو عنف ضد المصريين، وكذلك بحل جماعة هى جزء من تنظيم دولى وبلا وضع قانونى».

يعنى باختصار: العبوا غيرها.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات