حتمًا سننتصر - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 5:04 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حتمًا سننتصر

نشر فى : الإثنين 2 فبراير 2015 - 8:15 ص | آخر تحديث : الإثنين 2 فبراير 2015 - 8:15 ص

فى كل مرة حدثت فيها عملية إرهابية داخل سيناء أو فى أى مدينة مصرية أخرى، قلت لك إنها لن تكون الأخيرة، وإن معركتنا مع الإرهاب طويلة وممتدة.

هذا ما قاله الرئيس السيسى أمس الأول عقب ترؤسه اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة،وهو تكرار لما سبق له قوله منذ البداية، منذ أن نزلنا بالملايين فى 27 يوليو 2013 نفوّضه باتخاذ ما يلزم لمحاربة الإرهاب.

واليوم، وعقب العملية الأخيرة التى راح ضحيتها أكثر من ثلاثين شهيدا من جنودنا وأصيب أكثر من خمسين مدنيا وعسكريا، فإننى اعيد عليك القول ذاته، لن تكون هذه العملية هى الأخيرة، ومعركتنا مع الإرهاب لن تنتهى سريعا.

وبرغم كل النجاحات التى تحققت طوال الشهور الماضية من المواجهة، والخسائر التى منى بها الإرهابيون، والتى لولاها لتضاعف اعداد القتلى والجرحى عشرات المرات، ولامتدت نيران الخونة إلى كل مدينة وقرية مصرية، فإن الحرب مع الإرهاب ستطول لعدة أسباب:

أولها، أنها ليست مواجهة بين جيشين نظاميين، إنما بين جيش نظامى وجماعات من المجرمين تنتهج أسلوب حرب العصابات، بما ينطوى عليه من خسة ونذالة وتكتيكات مغايرة فى الكر والفر، وهى جماعات وإن كانت تعمل لـ«حساب الغير»، فإن عقيدة أفرادها الضالة المضلة تصور لها أنها تقتل فى سبيل الله، وأنها تجاهد لإقامة شرعه على الأرض، وهو ما يسهّل لمحركيهم دفعهم إلى تفجير أنفسهم طمعا فى «الشهادة» و«إعلاء لكلمة الحق».

وثانيها، الطبيعة الجبلية الوعرة لسيناء، والتى تمنح هؤلاء القتلة ملاذات وكهوفا للتخفى والهرب عقب كل عملية، فضلا على الأنفاق التى تحملهم إلى الجانب الآخر من الحدود، حيث شركاؤهم فى الجرم والمصير الأسود إن شاء الله.

وثالثها، أن أعدادا كبيرة من هؤلاء فرّت إلى سيناء واستوطنتها فى فترة الانفلات الأمنى وفى سنة حكم الإخوان البائسة، وكان الحلم و«الوعد»، ان يقيموا هناك إمارتهم، وكثير من هؤلاء قتلة، تم تهريبهم من السجون أو عفى عنهم مرسى بقرارات رئاسية كى يكونوا ظهيره ضد الدولة المصرية التى يمقتها وتمقتها جماعته، وهؤلاء خليط من الإسلامجية والمرتزقة تتفرق بهم السبل ربما، لكن تجمعهم الفكرة ذاتها «هدم الدولة المصرية».

ورابعها، أن سقوط النظام فى ليبيا والصراعات القبلية هناك، سمحت بتهريب كميات هائلة من الأسلحة المختلفة نوعيا عما حازته هذه الجماعات فى فترات سابقة، إذ سقطت بين أيديها صواريخ مضادة للطائرات وقاذفات وأسلحة ثقيلة كانت فى مخازن الجيش الليبى، تم تهريبها عبرالحدود الغربية والسودان وغزة.

وخامسها، أن من يقف وراء هذه الجماعات لم يتوقف عن دعمها بسخاء، ملايين الدولارات لاستهداف رجال الجيش والشرطة وتقويض الدولة المصرية، وهو نفسه الذى مازال يدعم مظاهراتهم ومسيراتهم رغم ضآلتها، كى يبث صوره إلى العالم، ويواصل أكاذيبه عن الانقلاب الذى يترنح، ورغبة المصريين العارمة فى استعادة مرسى ومرشده وإرشاده.

لهذه الأسباب جميعها، فإن معركتنا مع الإرهاب طويلة، سيقع شهداء آخرون من جنودنا البواسل، وسيسقط ضحايا من المدنيين، اليوم وغدا وبعد غد، لكننا فى النهاية سننتصر.

ثقتنا فى جيشنا العظيم بلا حدود، لن تؤثر فيها عملية خسيسة تجرى هنا أوهناك، ولا تغريدات وتعليقات تافهة من سفهاء موتورين على مواقع التواصل الاجتماعى، حثالة لا يستحقون أن يحملوا جنسية هذا الوطن ولا أن تظلهم سماؤه.

حفظ الله مصر وجيشها العظيم، ووضوء بالدم، وركعتا عرفان وامتنان وإصرار على الثأر،لروح كل جندى شهيد.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات