سيطرة جاريد كوشنر على السياسة الخارجية الأمريكية - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 9:12 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سيطرة جاريد كوشنر على السياسة الخارجية الأمريكية

نشر فى : الإثنين 1 يوليه 2019 - 8:15 م | آخر تحديث : الإثنين 1 يوليه 2019 - 8:15 م

نشرت صحيفة الدايلى بيست تحقيقا للمراسلين «إيرن بانكو» و«أساوين سويبساينج» تناولا فيه ما قاله ريك تيليرسون عن فترة عمله فى وزارة الخارجية الأمريكية. وكيف أن كوشنر يتحكم فى السياسة الخارجية الأمريكية ويطبق ما لديه من مخططات بدون إبلاغ وزارة الخارجية واستبعادها فى الكثير من الأحداث.
قال وزير الخارجية السابق ريك تيليرسون إن وزارة الداخلية لم يكن لديها علم بسياسات الولايات المتحدة الخارجية خلال فترة وجود ترامب لأن صهره كان عنده بالفعل خطة سرية وبدأ فى تنفيذها. حيث كان يعمل بشكل سرى على إنشاء شراكات استراتيجية مع دول أجنبية ويلتقى بقادة دول العالم خارج الهياكل الرسمية للحكومة الأمريكية. وبسبب أن كوشنر كان يعمل من وراء تيليرسون وفريقه، وزارة الخارجية لم تكن قادرة على إدارة الدبلوماسية الأمريكية بكفاءة.
وفى مقابلة لتيليرسون مع The Daily Beast تكلم عن وقته فى العمل مع الرئيس ترامب وآرائه حول كيفية تعامل الإدارة مع علاقاتها مع المسئولين فى دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وروسيا.
ويقول تيليرسون إن «أحد التحديات التى تواجه الجميع داخل وزارة الخارجية الأمريكية هو تعلم كيفية التعامل مع صهر ترامب «كوشنر» وزوجته «إيفانكا» كجزء من الفريق الاستشارى فى البيت الأبيض». ويضيف أيضا «لم يكن هناك فهم حقيقى واضح للأدوار والمسئوليات والسلطات... مما جعل من الصعوبة على الجميع التعامل مع الأنشطة التى يقوم بها أشخاص لا يعتبرون أعضاء فى عملية تحديد سياسات الأمن القومى».
ولكن عندما سعت صحيفة الدايلى بيست الحصول على تعليق على هذا الأمر، قال أحد المسئولين إن «بومبيو والسيد كوشنر تربطهما علاقة عمل قوية وينسقان مواقفهما مع بعضهما البعض».
وعندما سئل تيليرسون عما إذا كان هناك مثال على موقف قام فيه كوشنر بإجراء لقاءات أو محادثات سرية، فأجاب تيليرسون بأن «قضية المكسيك تعتبر مثالا على إحدى القضايا التى تعامل معها كوشنر بسرية فى محادثاته واجتماعاته».
قال الرئيس والمدير التنفيذى السابق لشركة إكسون إنه فى إحدى المناسبات، قابل نظيره المكسيكى فى واشنطن بصدفة بحتة ــ عندما جاء لرؤية كوشنر دون أن يبلغ وزارة الخارجية أنه موجود فى البلاد.
قال تيلرسون: «جاء وزير الخارجية «المكسيكى» إلى المدينة دون أن يكون عندى علم بذلك وصدمت برؤيته عندما كنت أقضى عشاء عمل فى أحد المطاعم». وأكمل تيليرسون قائلا إن صاحب المطعم جاء إليه قائلا إن «وزير الخارجية المكسيكى يجلس على طاولة بالخلف وإذا كنت ترغب يمكنك أن تذهب لتلقى التحية عليه». وقام تيليرسون بالفعل بالذهاب ليلقى التحية على وزير الخارجة المكسيكى وهو فى ذهول.
«كان بإمكانى رؤية شحوب وجه وزير خارجية المكسيك وأنا اقترب منه مبتسما قائلا «مرحبًا بكم فى واشنطن»، ثم قال، «لا أريد مقاطعة ما تفعله ولكن اتصل بى فى المرة القادمة التى تأتى فيها إلى المدينة». ووفقًا لتيلرسون، أخبره وزير الخارجية المكسيكى أنه «افترض أن كل شىء تحدث عنه مع السيد كوشنر قد تم إدارته من خلال وزارة الخارجية وأن تيليرسون كان معه». وقال تيلرسون إن المسئول «صُدم إلى حد ما» لاكتشافه أن كوشنر كان يدير وزارة الخارجية فى الظل.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض هوجان جيدلى: «جاريد يتبع باستمرار البروتوكول». «ولم يحدث العشاء المزعوم لمناقشة الحصار، ولم يشارك أحد فى البيت الأبيض فى الحصار. علاوة على ذلك، عمل السيد كوشنر مع المكسيك أدى إلى نتائج إيجابية فى قضايا مثل التجارة وغيرها».
***
منذ بداية تولى تيليرسون منصبه فى الحكومة لم يستطع معرفة بالتحديد ما هو دور كوشنر الفعل فى الإدارة. قال وزير الخارجية السابق إنه عندما تولى منصبه، كان يعلم أن كوشنر كان مستشارًا مهما للرئيس لكن «لم يصف أحد فعليًا ما كان يفعله».
استمر هذا الانفصال بين وزارة الخارجية وما تفعله إدارة ترامب حتى أثناء الأزمات الدولية الكبرى. فتبيّن أن كوشنر لم يبلغ تيليرسون وفريقه بأن مجلس التعاون الخليجى بدأ حصارًا على قطر فى ربيع عام 2017.
وقال تيليرسون إنه على الرغم من أنه أقام علاقات وثيقة مع المسئولين فى الشرق الأوسط، إلا أنه لم يكن على علم بخطط الحصار. فيقول إنه فوجئ بهذا، مضيفًا أنه لم يعلم بالأخبار إلا عندما مرر مستشاره مذكرة له خلال اجتماع فى أستراليا، والذى ضم وزير الدفاع السابق جيم ماتيس.
قال تيليرسون: «لقد نقل لى أحدهم رسالة، وكانت مجرد ملاحظة قصيرة للغاية... ثم نقلتها إلى الوزير ماتيس». «لقد انتظرنا موعد الاستراحة، ثم خرجنا وأجرينا بعض المكالمات فى محاولة لمعرفة ما يجرى. فى ذلك الوقت، شعرنا أنا والوزير ماتيس أنه كان يجب أن يتم الاتصال بنا لإبلاغنا».
وقال تيليرسون إنه فى وقت الحصار كان يصب جهده محاولا منع تصاعد التوترات. ولكنه كان يعمل معصوم العين، بدون وجود معلومات كافية لمعرفة ما إذا وقع حدث ما أنهى الصراع بالفعل أم لا.
وفى إحدى المرات تم إبلاغ تيليرسون بمعلومات حول قيام عشاء خاص بين كوشنر ورئيس الأركان السابق ستيف بانون تم فيه إبلاغهم بخطط الحصار. العشاء أقيم قبل اجتماع بين دول مجلس التعاون الخليجى فى مايو 2017.
وعند سؤاله عن ردة فعله قال تيليرسون «كنت غاضبًا... فلم يكن لدى رأى. لم يتم التعبير عن آراء وزارة الخارجية أبدا».
لم تكن أزمة قطر وحدها هى التى أظهرت عدم سيطرة وزارة الخارجية على السياسة الخارجية. وقال تيليرسون إن علاقة كوشنر بالمملكة العربية السعودية تسببت فى قلق داخل الوزارة.
***
وفقًا لتيليرسون، عمل كوشنر على «وثيقة شاملة» مع السعوديين فى إطار الاستعداد لزيارة الرئيس ترامب للمملكة فى ربيع عام 2017. وقد وضعت خريطة الطريق الاقتصادية والدفاعية للعلاقة الاستراتيجية بين واشنطن والرياض، وقال الوزير السابق إنه لم يكن يعلم أن كوشنر ونظرائه السعوديين يعملون على هذا المشروع المشترك. ويقول تيليرسون إن كوشنر كان قد بدأ العمل منذ فترة على هذا المشروع تحت علم الرئيس ترامب، وكانت رحلة الرئيس ترامب للملكة العربية السعودية فى مايو 2017 ما هى إلا تأكيد على ما تم إعداده مسبقا. ولقد ذهب كوشنر للقاء نظرائه السعوديين، بما فى ذلك ولى العهد محمد بن سلمان، عدة مرات فى الرياض.
وقال تيليرسون فى إشارة إلى كوشنر.. «فى بعض الاحيان يقوم كبير مستشارى الرئيس برحلات إلى الخارج وعادة ما تكون ضمن أجندته الخاصة».. «وعادة لا يوجد الكثير من التنسيق مع السفارة».
ذكرت صحيفة ديلى بيست من قبل أن موظفى السفارة الأمريكية فى المملكة العربية السعودية قد أصبحوا مقيدين بشكل متزايد من أفعال كوشنر وفريقه خلال زياراتهم للمملكة، مدعين أن كوشنر وفريقه فى زيارة حدثت قريبا إلى الملكة لم يتم إدماج موظفى السفارة فى اللقاءات التى تمت مع الديوان الملكى السعودى.
وقال تيليرسون إنه فى خلال فترة وجوده فى الإدارة قابل موظفى الكونجرس وأثار قضية عدم إبلاغ البيت الأبيض وزارة الخارجية عن زيارت كوشنر الخارجية. وقال تيليرسون إن كوشنر رد قائلا «إنه سيحاول أن يحسن الوضع»... ولكن قال تيليرسون إنه لم يتغير شىء.

إعداد
ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى
http://bit.ly/2JfLktn

التعليقات