الوزير والبث وميدو

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الجمعة 31 يناير 2014 - 4:30 ص بتوقيت القاهرة

قبل الحديث عن تجربة ميدو الأولى كمدرب أبدأ بقرار مجلس الوزراء بإسناد حل مشكلة بث مباريات الأهلى مع التليفزيون إلى وزير الشباب خالد عبدالعزيز ضمانا لحيادية المعالجة، كما جاء فى تفسير الوزراء هذا الإسناد. فهذا سبب يثير الجدل لأنه يعنى الشك فى حيادية وزير الرياضة.. ويبدو أن هذا بتأثير أننا نعيش فى مجتمع الشك منذ سنوات وليس مجتمع اليقين، وهو تعبير شهير وصاحبه هو الدكتور حازم الببلاوى.

•فى هذا السياق.. كرة القدم منتج ملك الأندية. والنادى يبيع ويسوق هذا المنتج كيفما شاء. أو يسند إدارة هذا المنتج إلى اتحاد الكرة أو رابطة الأندية المحترفة أو لجنة الأندية. وأنا مع البيع الجماعى دائما، لكن حين يتعرض نادٍ للغبن والظلم، ويجد عروضا أفضل، كما فعل الأهلى، فمن حقه أن يبيع منتجه وأن يسوقه. وموضوع سعر شارة البث وفرض الإذاعة على الأهلى أمر لاتعرفه دولة، ربما نجده فى كوبا وكوريا الشمالية؟!

• أعود إلى ميدو.. أمامنا ثلاث أو أربع مباريات أخرى لتقييم تجربته كمدرب، فالأحكام التى خرجت متسرعة، كما جرت العادة، إلا أن ميدو أضاف بلمساته وتفكيره الأوروبى الذى عاش فيه سنوات.. أضاف فكرة فنية حاول استخدامها بواسطة عمر جابر السريع والمتحرك فى الوسط، وأضاف ميدو، البدلة التى بدت كأنها أكثر ما لفت أنظار المحللين، كما حدث مع الخطيب يوما ما، وكذلك لفتت زجاجة المياه الأنظار بقدر ما لفتها الوقوف طوال المباراة بجوار الخط، وهو ما اعتبره زملكاوية حسنة وتفضلا من المدرب، مع أن نصف مدربى العالم يقفون بجوار الخط.

• أضاف ميدو أيضا فى المؤتمر الصحفى بصراحته، وصرامته مع دومينيك فلا يتعرض لمدربيه السابقين فى الأهلى.. وكنت أفضل ألا يتحدث كثيرا عما سيفعله قبل أن يواجه المنيا فى أولى مبارياته، ومن ذلك تصريحه بقدرته على فتح المساحات أمام فريق يدافع. فوجد نفسه أمام فريق يدافع حتى آخر حبة عرق فى اليوم التالى ولم يفتح مساحاته طوال 60 دقيقة.. لكنه أدرك أن فى الدورى المصرى على الفرق الكبيرة استغلال كل فرصة، والتسجيل مبكرا لفتح الملعب واللعب. فالكرة المصرية ليست كغيرها، والكرة المصرية ليست الدورى الإنجليزى، حيث يلعبون جميعا هناك من أجل الفوز منذ الدقيقة الأولى وليس من أجل عدم الخسارة، أتمنى أن ينجح ميدو لأن الزمالك فى أشد الحاجة إلى نجاح. كما أن نجاح ميدو فيه تجديد نفتقده، والجديد هو الأفكار.

• الأفكار تتجدد بالدراسة والمذاكرة والبحث وليس بالسن فقط.. لكن فى الزمالك مازالت هناك أفكار قديمة، ومنها إنكار العقوبة التى وقعت على الفريق وفقا للائحة المتفق عليها، وقد أقرت هذه اللائحة لأن مصر فى ظروف استثنائية وليس العكس.. والأمن لأسباب كثيرة يحجم عن التعرض لبعض الشباب المحب لمباريات كرة القدم وفرقه، هذا إن كان شغفه حقيقيا ومحبته حقا. وبناء عليه كل اقتحام من جمهور يعاقب فريق هذا الجمهور بالهزيمة بهدفين، إلا أن البعض فى النادى رفض العقوبة، والبعض الآخر استنكرها مثل د. كمال درويش: «دول 15 واحد.. هو ده جمهور ده».. والتعليق على ذلك يكون باستفهام آخر أضيفه: «دول 10 شماريخ بس.. هى دى شماريخ دى؟!».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved