الجزائر.. الدروب الوعرة

سامح سامي
سامح سامي

آخر تحديث: السبت 29 أكتوبر 2016 - 9:30 م بتوقيت القاهرة

- "إذا ما قصدت الأربعاء فالدروب إليها عديدة. ولكن مهما اخترت الطريق فالدروب كلها وعرة"

مثل قبائلي جزائري. في الطائرة تظهر الجزائر محفوفة بالضباب. البحر أزرق داكن، وبجواره رأينا لونا فاتحا يكاد يكون مخضرا، يشبه الريف المصري أو ما تبقى منه. بعض الزراعات المثبت بها أعمدة كهرباء كبرى تشوه المكان، وفجأة تحتل البيوت المشهد، بيوت فرنسية الشكل والمحتوى، لا ترتفع عن خمسة طوابق، مجهزة في دورها الأعلى لاستقبال الثلج والأمطار.

لكن الجو مرتبك، والمناخ غير مفهوم، تصطدم بموجة حارة قاسية رغم أنك في أواخر أكتوبر، وهو شهر الشتاء قديما،

لم يسقط الثلج في الليلة الأولى، كما قالوا لنا، غير أن المطر بدأ ينهمر في الصباح، لم تشهده إلا أنك حين تستقيظ تعرف من علامات، شكلتها المياه، على الأسفلت.

في المطار يستقبلك العامل والمضيف وموظف الأمن باللغة الفرنسية التي تحتوي على كلمة عربية أو كلمتين.

(٢)

مصر ضيف شرف صالون الجزائر للكتاب. هم يحبون مصر،ويحبون جمال عبد الناصر، يضحكون حين يسمعون اللهجة المصرية، ويتهامسون فيما بينهم " هؤلاء مصريون" وحين ننتبه إليهم يقولون بكل جرأة، خاصة الفتيات الجميلات " نحن نحب المصريين جدا"

كتالوج صالون للكتاب يخبرك أن مصر تعد بلا منازع أحد أهم مراكز الأدب في العالم العربي، ولقد ساهمت دور نشره الكثيرة إلى حد كبير في بث الحيوية الثقافية في هذا البلد، بفضل نشاطها الكثيف ومستوى تنظيمها. يمتد إشعاع الأدب المصري، الحيوي والملتزم،خارج حدود البلد. الكتالوج نفسه يتحدث عن الأدب المصري والثقافة المصرية وأبرز كّتابها. لكن بطبيعة الحال يتوقف عند جيل الكبار نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وطه حسين، ربما فقدت مصر جزءا من قوتها الناعمة. لكن من المؤكد أن هناك كتّابا شباب يعملون على تأسيس مشروعهم الأدبي بتفرد وجمال.

(٣)

أحد الكتّاب في مصر يطلب مؤلفات مولود فرعون.. تجدها لكن بالفرنسية، وببعض البحث تجد الطبعة العربية. تقف في طابور قصير مختلط من أطفال وأمهات وأباء أشتروا أعمالا أدبية باللغة الفرنسية كالبوساء لفيكتور هوجو. يدور نقاش حول الأدب العربي، ولماذا لا يقرأ الأطفال أعمالا عربية، فتجد الأباء يدافعون " اللغة مهمة للتعليم وللحضارة". تحاول البحث عن الدور المصرية فتجد أيضا إقبالا جماهيريا على الكتب الأدبية والفكرية والإسلامية. الجزائر بلد يحمل عدة متناقضات، ربما تكون سببا في نهضته وليس تعطيله.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved