حل المحلول

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأربعاء 28 مارس 2012 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

●● بمقدمة قوية ومرتبة بوقائع محددة، نسف مجلس إدارة الأهلى عقوبات اللجنة المؤقتة لاتحاد الكرة بشأن أحداث الكارثة التى وقعت باستاد بورسعيد، وقد كانت تلك المقدمة بمثابة عقاب مضاد سجله الأهلى فى سياق مقدمته، لاسيما فيما يتعلق بإطلاق الشماريخ واللافتات التحريضية والسباب الجماعى، وهى كلها للأسف ظواهر شهدتها المباراة المشئومة، ولم يتخذ بشأنها أى قرار ميدانى من الحكم أو فيما بعد من اللجنة، وهى على أى حال ظواهر عامة عانت منها مدرجات الكرة المصرية طوال سنوات، وصمت أمامها الجميع دون استثناء، خوفا ونفاقا لجماهير ولأندية وللاعبين ولمدربين، إلا أن مجلس الأهلى هنا استخدم السلاح نفسه الذى استخدمه اتحاد الكرة صاحب العقوبات، التى تضمنت إقامة أربع مباريات للفريق دون جمهور وإيقاف جوزيه، وحسام غالى، بينما لم تستخدم الأسباب نفسها فى اتخاذ قرارات بشأن جمهور ولاعبين من المصرى.. ثم أعلن مجلس الأهلى موقفه بقراره: «مقاطعة أية أنشطة لكرة القدم تنظمها اللجنة مهما طالت فترة توليها إدارة شئون اللعبة».. وهو قرار ذكى يحمل إدانة للجنة التى تدير النشاط حاليا، ويسمح بالعودة إلى النشاط فى حالة تعديل القرارات بما يتناسب مع حجم الكارثة..

 

●● قرار الأهلى تصعيد بالقطع للأزمة، ويجسد المشهد العام الذى نعيشه الآن فى كل موقع، إنه مشهد حفر بئر فى الرمال.. والحفر لا ينتهى لأنه كلما سحبت من قاعه، يعود ويمتلئ بالمزيد من الرمال فيضيع الجهد والوقت فى الحفر، وأنت فى الواقع لا تحفر شيئا، ولا تبنى حجرا واحدا.. وهذا شأن العديد من الأزمات الاجتماعية والسياسية والرياضية.

 

●● بئر تلك الكارثة بدأ الحفر بها بتأخر صدور القرارات، وعدم تعامل الجهات المسئولة مع مقتل 74 شابا على أنه كارثة مؤلمة، واعتبرت «شغب ملاعب»، ثم أصبحت البئر أعمق وأخطر بتدخل نواب وشخصيات ورجال إعلام وصحفيين، فى مباراة أخرى غير مسئولة ومسطحة وتافهة كان الصراع فيها لأراء شخصية انفعالية، لا تهدف إلى المصلحة العامة ومراعاة الأمن العام، باستخدام كل الأكاذيب الممكنة والموروثة منذ عشرات السنين.. وفى تلك المباراة التى تستوجب حساب التاريخ، بعد أن فقدنا الأمل فى الحاضر، أقحمت بورسعيد وناسها وخلطت المدينة بعصابة اغتالت وقتلت، وشوهت صورة المدينة بلا مبرر، وكانت تلك جريمة يماثلها هذا الدفاع الذى مارسه أعضاء برلمان بلغة خطيرة ومزايدات ساهمت فى زيادة درجة الاحتقان، وبدت كهجوم مضاد عبر استخدام التسلل..

 

 ●● والآن نحن أمام احتمالات كلها لها عواقب وخيمة ومؤسفة، وأكبرها قد يكون توقف نشاط الكرة لفترة تطول لأكثر مما نتخيل لإصلاح المسار الخرب الذى يمارس بلا قيم وبلا أخلاق وبلا متعة حقيقة، وهى فترة علاج وإصلاح وتهذيب لكل عناصر اللعبة.. وقد يترتب على ذلك خسائر جسيمة تصيب المنتخبات والصناعة برمتها أو تعود الأزمة إلى المربع رقم صفر، فكما انفردنا طوال سنوات بتأجيل المؤجلات، قد تكون البداية هى حل اللجنة المؤقتة التى حلت محل الاتحاد السابق.. يعنى باختصار حل المحلول.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved