ربنا بيحبك يا صلاح..

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأربعاء 25 نوفمبر 2015 - 10:00 م بتوقيت القاهرة

** هذه مباراة تكتب لها العناوين المعتادة: «سحق، ومحق، ودمر، وافترس، واغتال».. ولو كنت إيطاليًا، أو على سبيل التنوع يمكنك إضافة عنوان: «فضيحة»!
لا أكتب عن الإمبراطور المجنون نيرون الذى حرق وسحق ودمر روما كى يعيد بناء المدينة التى يحكمها. إنما أكتب عن برشلونة الذى حرق فريق روما وتلاعب به كما شاء. ويستحق الفريق الكاتالونى أن يحظى بمثل تلك العناوين، لأنه بالفعل سحق ومحق، وسيطر وسجل.. إنه فريق من الصعب إيقافه.
** منذ بدء نظام دورى أبطال أوروبا عام 1993 لم يحتفظ فريق بلقبه. وهذه المرة يبدو برشلونة مرشحا بقوة لتحقيق ذلك. وقد لا ينافسه ويتحداه بايرن ميونيخ الذى يدربه جوارديولا. وعندما يعلن الفيفا القائمة النهائية لجائزة الكرة الذهبية، لابد أن تضم تلك القائمة ثلاثى الهجوم القاتل، ميسى، ونيمار، وسواريز. ولعل الأخير أو الأول يحظى أحدهما باللقب ولو من باب التغيير، بعد أن أصبحت الكرة الذهبية مثل كرة «البينج بون» تذهب وتعود بين ميسى ورنالدو.
** ثلاثى الهجوم الكاتالونى سجل 121 هدفا هذا العام حتى الآن، بينما سجل ريال مدريد 106 وروما 72 هدفا. وأحرز ميسى الهدف الثانى بعد 27 تمريرة. أما الهدف الرابع، الذى سجله بيكيه، فقد شهد وجود 8 لاعبين لبرشلونة داخل صندوق روما وأمامه مباشرة. وهذا دليل على شراسة الهجوم.. إلا أن النتائج الكبيرة التى يحققها برشلونة، يزيد من قيمتها أنها أمام فرق مثل ريال مدريد وروما ثالث الدورى الإيطالى. ويزيد أكثر من القيمة، المستوى والأداء الجمالى الذى يقدمه اللاعبون. هم يلعبون، ويمرحون، ويستمتعون، ويضحكون. تراهم يفعلون ذلك دون قصد السخرية، ولكنها البهجة التى يشعرون بها، ويقدمونها لجماهيرهم فى كل مكان بالمعمورة.
** بدأت المباراة مشجعا لروما، لأنه فريق محمد صلاح، وتحمست 5 دقائق، ثم عدت لبرشلونة إعجابا بالأداء. وعندما توالت الأهداف، والضحكات، عدت إلى روما، شفقة على لاعبيه، وبدا لى أنهم يتألمون بقدر ماتألم شعب روما يوم حرق نيرون المجنون مدينتهم، فى درس تاريخى للحاكم الطاغى، ودرسا فى القسوة والوحشية. وكان لاعبو برشلونة «مدرسين» فى غاية القسوة، ولعبوا بلارحمة. وهم فى العالم الآخر لكرة القدم لا يمزحون فى اللعب، ويلعبون بجد.. (لذلك ترون عملهم بجد).
** فى منتصف المباراة أخذنا تماما عرض برشلونة المثير للبهجة والمتعة. فالأهداف كلها فيها جمال المهارة الفردية والجماعية، مثل هدف سواريز الطائر، وهدف ميسى الأول. وهدف بيكيه الناتج عن عمل جماعى دقيق ومتناغم.. والأهداف أيضا فيها السلاسة والسهولة، فكيف يسجلون بتلك البساطة؟ وسوف يدهشنا دائما قدرة اللاعبين على تبادل الكرة وتمريرها وسط زحام أقدام خصوم، ويدهشك أكثر أن هؤلاء الخصوم لا يرون الكرة وهى تمضى بين أقدامهم.. هل يلعب شمهورش مع برشلونة؟!
** فى نهاية المباراة قلت: «ربنا بيحبك يا صلاح»!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved