لماذا صفق الجمهور لإنيستا؟

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الجمعة 24 ديسمبر 2010 - 10:27 ص بتوقيت القاهرة

لم ولن أفقد إيمانى بقيم الرياضة، وبالروح الرياضية، وسأبقى أنهل من دروس الملعب، لأنها دروس الحياة.. فعندما خرج إنيستا نجم فريق برشلونة قبل خمس دقائق من نهاية مباراة الفريق مع إسبانيول، وقف ما يقرب من 40 ألف متفرج احتشد بهم ستاد «كورنيلا إل برات» وأخذوا يصفقون لإنيستا. فعل ذلك الرجال والسيدات والأطفال تقديرا واحتراما للاعب برشلونة على الرغم من تقدم فريقه بخمسة أهداف مقابل هدف فى مباراة وصفت بأنه دربى مقاطعة كاتلونيا..

لماذا فعل جمهور إسبانيول ذلك مع إنيستا؟

لم ينس أنصار إسبانيول أن إنيستا عقب تسجيله هدف الفوز لمنتخب إسبانيا على نظيره الهولندى وتوج به بطلا لكأس العالم لأول مرة، عقب إحرازه للهدف رفع إنيستا قميصه، ليكشف عن جملة كتبها على صدره تقول: «دانى خاركى دائما معنا».. ودانى خاركى كان لاعبا شابا فى فريق إسبانيول وتوفى يوم 8 أغسطس عام 2009 (عمره 26 عاما) وكان خاركى قد أصبح كابتن الفريق قبل وفاته بشهر واحد..


لم ينس جمهور إسبانيول موقف إنيستا، من أحد لاعبيهم.. فكان رد فعل الجمهور مليئا بالحب والاحترام لنجم برشلونة فى لحظة دخوله أرض الملعب، وفى لحظة خروجه.. لم يوجه متفرج واحد كلمة خارجة أو بذيئة إلى إنيستا بسبب فوز برشلونة بخمسة أهداف، ففى مدرجاتنا يقولون: «ويل للفائز الذى يهزم فريقنا بجدارة واستحقاق».. بينما فى تاريخ البشرية يقولون: ويل للمهزوم فى الحرب.. وليس فى اللعب.. مع أنه لا الفائز عن حق واستحقاق يستحق التهديد، ولا المهزوم فى اللعب يستحق التهديد..!

عندما توجه تيرى هنرى مع برشلونة إلى معقل ناديه الأسبق أرسنال لأداء مباراة، استقبله الإنجليز بترحاب وحفاوة قبل المباراة وبعدها.. وعلقت لافتات الحب والتقدير للاعب الذى يلعب مع الفريق المنافس.. أيضا فى هذا اليوم تذكرت ما يمكن أن يجرى أو ما يجرى من جمهور الأهلى حين يرى لاعبا سابقا بفريقه فى صفوف الزمالك، وما يجرى حين يعلم جمهور الزمالك أن لاعبا بصفوفه يفكر فى الرحيل إلى الأهلى..

لماذا نراهم يحبون الرياضة ويعشقون الحب، ونرى أنفسنا نحب الكراهية ونمارس الغل فى ساحات الرياضة؟!

أطرح السؤال وأنا مؤمن بأنه مهما حدث، ومهما قيل عن أن الجمهور «عاوز كده» فإن ثقتى مطلقة فى أن الجمهور يبحث عن الاحترام وينتظر المعلومة والفائدة ولا يريد ما يقدمه هؤلاء الذين يشوهون جلال الرياضة وقيمها، وينشرون ويثرثرون بالتفاهات والأمراض والخناقات، ويخوضون معارك مع خيالات وأوهام وظلال.. ويخسرون كل يوم أمام ظل..!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved