يهاجمون يوليو.. ليتقربوا من الإخوان

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الإثنين 23 يوليه 2012 - 9:20 ص بتوقيت القاهرة

من يريد ان يركب الموجة ويتزلف الى جماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسى الآن فليفعل ذلك بصورة واضحة، بدلا من ادعاء البطولة ومهاجمة ثورة يوليو التى نحتفل بذكراها السنوية اليوم الاثنين.

 

نعرف اشخاصا واحزابا لها وجهة نظر ضد ثورة يوليو ولم تغيرها منذ أمد طويل، وهؤلاء لهم كل الاحترام لأنهم مبدئيون، أما ان نجد كل من هب ودب يهاجم الثورة اعتقادا ان ذلك سيرضى الإخوان فذلك محض نفاق رخيص.

 

سواء شارك مرسى فى الاحتفال أم لا، فلن يغير ذلك من الحقائق على الأرض شيئا.

 

ثورة يوليو تعرضت لطعنات كثيرة بعد وفاة زعيمها عبدالناصر يوم 28 سبتمبر 1970، ثم توالت الطعنات والضربات والمؤامرات، لكن كل ذلك لم يؤثر على الانجازات الكبرى التى فعلتها الثورة لجموع المصريين.

 

هل معنى ذلك أن هذه الثورة كانت بلا اخطاء؟!.

 

بالطبع الإجابة هى لا.. ثورة يوليو وقعت فى أخطاء وربما خطايا كارثية ندفع ثمن بعضها حتى الآن خصوصا هزيمة يونيو 67، وانتهاكات حقوق الإنسان، وعدم وضع أساس حقيقى للديمقراطية، وغياب حزب سياسى جماهيرى الأمر الذى جعل السادات يعصف بكل هذا البناء الورقى فى غمضة عين يوم 15 مايو 1971.

 

التقييم الحقيقى لثورة يوليو يكون بالنظر إلى سياقها وظروفها وظروف المجتمع المصرى والوضع الإقليمى والدولى فى ذلك الوقت.

 

الذين يعتقدون فيه أن ثورة يوليو يمكن اختزالها فى مصطلح «حكم العسكر» ساذجون لأن محمد على ــ الذى نتغنى به ــ كان أيضا عسكريا، وديجول كان عسكريا وايزنهاور كان عسكريا وغيرهم كثيرون فى حين كان هتلر مدنيا. الفيصل هو ماذا يقدم هذا أو ذاك وليس مجرد ترديد مصطلحات دون فهم.

 

من يريد تقييم الثورة فعليه الا يقف عند شعار أو مجرد حادث.

 

ثورة يوليو لم تكن التعذيب أو غياب الديمقراطية ولم تكن حتى جمال عبدالناصر بمفرده رغم دوره الاستثنائى، ثورة يوليو أكبر من كل ذلك.. هى تاريخ وكفاح شعب اراد أن ينال حريته واستقلاله ويحكم نفسه بنفسه، هى الإصلاح الزراعى والقضاء على الاقطاع، ومقاومة الأحلاف الأجنبية والتصدى للبلطجة الأمريكية والإسرائيلية، ومحاولة وضع بذور لوحدة عربية.

 

قد تكون الثورة اخفقت فى تحقيق أهداف كثيرة، لكن شعاراتها الرئيسية خصوصا لجهة تحقيق العدالة الاجتماعية هى السبب التى تجعل الكثير يخافون من مجرد ذكرها حتى الان!.

 

حتى هذه اللحظة هناك الكثير من المصريين البسطاء يضعون صورة جمال عبدالناصر فوق حوائط بيوتهم الطينية، وعلينا ألا ننسى أن كثيرين رفعوا صوره فى ميدان التحرير، وان الشخص الذى قال انه ينتمى لفكره حصل على 20% من أصوات المصريين.

 

ليس كل ما سبق حنينا إلى الماضى أو محاولة لخوض معركة يرى البعض مكانها فى كتب التاريخ. نحن نريد النظر للمستقبل لأن هذا هو المهم.

 

من حق الرئيس مرسى أن يختار: فهو يمكنه أن يكون رئيسا لكل المصريين، بما فيهم الذين يحبون الثورة وجمال عبدالناصر ويمكنه ان يكون وفيا لبرنامج وافكار الإخوان المسلمين الذين لا يرون فى عبدالناصر إلا شخصا حاربهم وحارب الإسلام، رغم ان الأمر ببساطة كان صراعا على سلطة وقتها.

 

الطريف ان غالبية رموز نظام مبارك صاروا فجأة ناصريين، فقط لمجرد النكاية فى الإخوان.

 

هذه الرموز التى تتشدق بحب عبدالناصر والثورة الآن هى التى دمرت جوهر مشروع يوليو، نظام مبارك هو الذى ارتمى فى أحضان أمريكا وإسرائيل، ورضى بدور الخادم لبعض الأسر الحاكمة فى الخليج.

 

علينا أن نتطلع للأمام، ونتذكر من يوليو جوهر مشروعها وهو الانحياز للفقراء وللقوى المنتجة وتشجيع الرأسمالية الوطنية.

 

من منا يختلف مع هذه الأفكار أو الأهداف؟!.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved