ماذا لو انفصل جنوب السودان؟

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: السبت 23 يناير 2010 - 9:13 ص بتوقيت القاهرة

فى يناير من العام المقبل أى بعد نحو 11 شهرا وثمانية أيام، سوف يتوجه سكان جنوب السودان إلى استفتاء يقررون فيه مصيرهم، ويجيبون عن سؤال جوهرى هو: هل تقبلون الاستمرار فى إطار دولة السودان بشكلها الراهن، أم تنفصلون فى دولة مستقلة.

طبقا لكل الشواهد والمؤشرات والأوضاع الحالية، وتحليلات الخبراء والمتابعين فإن النتيجة ستكون فى الغالب هى الانفصال وتكوين دولة جديدة.

هذا الخيار سيكون مؤسفا لنلا كمصريين وعرب، لأنه يعنى ببساطة أننا فشلنا فى احتواء مجموعة سكانية كبيرة مختلفة عنا فى العرق والدين واللغة، مبعث الأسف ليس العاطفة، بل إنه قد يمثل سابقة لأقليات أخرى فى مناطق شتى من وطننا الذى كان كبيرا، لكنه يتضاءل ويتقزم يوما بعد يوم.

لكن الأسف فى السياسة لا يفيد، وبالتالى وبما أننا كمصريين لم نعد مؤثرين فى تقرير الأوضاع بالسوادن، ولن نستطع أن نمنع الانفصال، إذا يصبح السؤال الجوهرى هو: ماذا أعددنا لليوم التالى.

المقصود باليوم التالى هو إذا اختار الجنوبيون الانفصال، فماذا سنفعل نحن فى مصر؟
هناك طريقان لا ثالث لهما.

الأول أن نشجب وندين ونستنكر الانفصال ونوجه كل التهم الممكنة للجنوبيين بداية من أنهم وثنيون أو مرتبطون بمجلس الكنائس العالمى والغرب الإمبريالى نهاية بعمالتهم للموساد الإسرائيلى.

هذا الخيار مريح لنا لأنه لن يكلفنا أكثر من مجموعة من المقالات والخطب الحنجورية، وسيكون أفضل خدمة نقدمها لإسرائيل، لأنه سيسمح لها فعلا بالسيطرة على الدولة الوليدة، وتهديد أمننا القومى فى مقتل عبر التأثير فى ملف مياه النيل.

الطريق الثانى أن تكون هناك خطط تفصيلية وكأن الدولة الانفصالية الجديدة موجودة بالفعل، وأن تكون لدينا الإجابات الشافية عن كل الأسئلة المطروحة والغامضة، المتوقعة والمحتملة، وكيف يمكننا أن نكون مؤثرين فى عبر علاقات قائمة على تبادل المصالح والاحترام المتبادل.

علينا أن ندرك أن الكثيرين سوف يقدمون المساعدات فى البداية للجنوب من الأمريكان والإسرائيليين والأوروبيين وحتى الصينيين وبقية الآسيويين، الجميع يريد تعظيم وجوده سواء لمضايقة مصر والعرب أو بحثا عن البترول والأرض الخصبة ومياه النيل والأمطار التى تتبخر بمليارات المكعبات.

نتمنى أن يخرج علينا أى مسئول ليخبرنا ماذا أعددنا لمواجهة السيناريو المتوقع.. هل لدينا خطة فعلا أم سنتعامل مع الأمر بنفس الطريقة التى واجهنا بها الجزائر بعد مباراة أم درمان، أو بنفس سيناريو مواجهة قناة الجزيرة الرياضية؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved