الزمالك والأهلى.. والمسئولية

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 22 يوليه 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

●● كما جاء فى بيان رابطتى ألتراس الأهلى ووايت نايتس الزمالك بشأن مباراة القمة الأفريقية: «مستعدون لتحمل المسئولية كاملة أمام الله، وأمام ظروف الوطن، وأمام الجميع، وأمام أنفسنا».. وكان هذا الجزء من البيان يتعلق بوعدهم بحفظ النظام إذا ماسمح لهم بحضور المباراة. والواقع أن جزءا من المسئولية الكاملة يرتبط بعدم الحضور عنوة، أو التلويح بذلك سواء هدد الاتحاد الأفريقى بتوقيع عقوبات قاسية فى حالة حضور الجماهير أو سواء كان ذلك تسريبًا من إدارة الزمالك، وفى تلك الحالة لا قدر الله، ستكون تلك بداية توقف طويل لكرة القدم فى مصر على المستويين المحلى والقارى. وعلى الجميع أن يقدر ظروف المرحلة بما فيها من احتقان سياسى، يشغل الأمن وينهكه ويفرض عليه مسئوليات ضخمة، وأول من يجب أن يقدر ذلك هم الألتراس، الذين يرون أنفسهم وقود كرة القدم..

●● الزمالك والأهلى قد يكونان الباب الأوسع لعودة الجماهير للمدرجات، وهو ما نتمناه، إذا ما كتبت لكرة القدم النجاة من أهلها، ومن خلافاتهم، وإذا كتبت لها النجاة أيضا من الحالة السياسية التى تنعكس بدورها على الاستقرار الأمنى. وأكرر أننا نضع اللعبة فى كفة وسلامة مشجعيها فى الكفة الأخرى، وبقدر ما نتمنى الحياة للكرة المصرية وعودتها بالسلامة من ثباتها، تظل سلامة المتفرج أهم ألف مرة.. ومع ذلك أحسب أن ملايين المصريين فى حاجة إلى الترويح بالرياضة وبكرة القدم وسط الأجواء التى نعيشها، وألتقى كثيرا من الناس الذين يشتاقون لعودة المسابقات المحلية الآمنة، على الرغم من أن كلام السياسة وأفكارها طغى على زمن الكرة التى كانت فى الأقدام على حساب الأقلام كما قال الأديب الكبير توفيق الحكيم فى مطلع الثمانينيات..

●● وإذا كان تعادل أورلاندو بيراتس الجنوب أفريقى مع ليوبارد الكونغولى لمصلحة الأهلى والزمالك، بالحسابات النظرية، فإن تعادل قطبى الكرة المصرية لن يكون مفيدا لهما ويلغى المصلحة الأولى. ولا يجب الاستهانة إطلاقا بأورلاندو أو ليوبارد، والأخير نجا من الهزيمة بحساب الفرص التى لاحت لبطل جنوب أفريقيا. إلا أن الفريقين تميزهما السرعة فى الجرى، وفى الانتشار، والقوة فى الالتحام، والهجوم بكثافة عددية، وتمتع بعض اللاعبين  بمهارات فردية لابأس بها، لاسيما من صفوف أورلاندو..

●● وأنتهى بنصيحة لمجلس إدارة اتحاد كرة القدم: برجاء الاحتفاظ بمناقشاتكم وخلافاتكم فى الرأى بشأن شكل الدورى القادم، فلا تسربوا المناقشات، وكيف أن بعضكم يطالب بدورى من مجموعة واحدة والبعض الآخر يطالب بدورى من مجموعتين. اصبروا، وانتظروا حتى الوصول لقرار مدروس ومحسوب فنيا وتنظيميا، فما يعرف ويعلن من جانب بعضكم أو معظمكم يصنع استقطابا ورأيا فى القاعدة. ثم دعونا جميعا نحسب حسابا آخر، وهو: هل تقام مسابقة الدورى فى الموسم القادم أصلا؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved