واقعية الحرس..!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأربعاء 22 يوليه 2009 - 11:00 م بتوقيت القاهرة

 أضاف فريق حرس الحدود بطولته الثانية عن جدارة، فلا يوجد ما يسمى بأن الحكم وراء هزيمة الأهلى، لأن الأهداف التى ضاعت لم يهدرها الحكم حمدى شعبان.. لكنه تصريح من التصريحات المختومة وتطلق فى مثل تلك المناسبات منذ سنوات.

صحيح أن الأهلى كان أكثر هجوما وضغطا لاسيما بعد الهدف الأول للحرس، وأنه وصل كثيرا لمرمى كامينى، وصحيح أن القائم تصدى لهدف مؤكد من العجيزى، وأن أبوتريكة ضيع ثلاثة أهداف.. لكن الصحيح أيضا أن فريق حرس الحدود لعب بواقعية، وكان ينكمش للدفاع ثم يرد بهجوم مضاد سريع عبر أحمد عبدالغنى وأحمد عيد عبدالملك، وهما شكلا خطورة على مرمى الأهلى، وكانا يتحركان عرضيا ويتبادلان موقعيهما.. بينما نجح الحرس باقتدار فى تحريك قوات الوسط المدعومة بالظهيرين إلى المقدمة.. فبدا أن الكتيبة بها سرية صاعقة تتوغل وتهاجم خلف خطوط الخصم؟!

سرية الحرس المتقدمة ضمت محمد مكى من الجبهة اليسرى، وأحمد حسن مكى من الجبهة اليمنى، وعبدالسلام نجاح ومحمد الهردة من العمق. وقد نجح هؤلاء فى تشكيل جبهة ضغط على وسط ودفاع الأهلى.. وهنا يحسب لطارق العشرى تقديره الجيد للموقف، وعدم خوض مباراة مفتوحة أمام فريق عنده كل عناصر القوة مهما فقد الكثير منها، سواء فقد نجومه أو مدربه جوزيه الذى حقق معه انتصارات عديدة.. فقد أدرك طارق العشرى أن الأهلى سيلعب مدفوعا بالرغبة فى إثبات أنه لم يخسر مدربه البرتغالى، وأن حسام البدرى يعنيه الفوز بأول لقب له كمدير فنى، كما أدرك طارق العشرى أن الأهلى بطبيعته سيلعب مهاجما ومندفعا، مدفوعا بتاريخه وببطولاته وبجماهيره، فلم ينجرف فى هجوم شكلى أو مظهرى، وكان حريصا على بناء قاعدة دفاعية يقوى بها هجومه.. وهو ماحدث بالفعل على مدى التسعين دقيقة؟!

الوقت مازال مبكرا جدا للحديث عن فشل حسام البدرى فى مهمته، وهذا أحد الأحكام السريعة والمطلقة والمبكرة وغير المدروسة الصادرة على أنغام «الصهللة والجلجلة».. فماذا لو فاز البدرى بأولى مبارياته فى الدورى.. هل يصبح ناجحا وواعدا ووريثا لجوزيه؟!

أخطأ الحكم عندما تغاضى عن إنذار أحمد عيد عبدالملك وهو يدفع أحمد السيد.. وأخطأ السيد حين ضرب عبدالملك «بطريقة بلدى».. هوك يمين فسقط مبالغا ــ طبعا ــ كأنه نال القاضية.. وكان ذلك فاصلا من جولة ملاكمة من مباراة لكرة القدم.. عادى فى مصر؟!

يحسب لجمهور الأهلى أنه وقف مع فريقه وشجعه على الرغم من هزيمته، وتلك هى المفاهيم التى نحاول أن نغرزها فى نفوس وعقول المشجعين، بالرغم من سخرية البعض منها، فكل شىء جميل بات محل سخرية.. ففى هذا الوقت بالتحديد يحتاج الأهلى إلى المساندة أكثر من أى وقت مضى فى السنوات الخمس السابقة.. الفرق تكون فى أشد الحاجة إلى مساندة جماهيرها فى أوقات الشدة قبل أيام الانتصارات.. يا ترى هل سنشاهد موسما مختلفا؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved