برشلونة.. S.O.S

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: السبت 22 أبريل 2017 - 9:25 م بتوقيت القاهرة

«Save Our Selves ..Save Our Souls»
أنقذوا أنفسنا أو أنقذوا أرواحنا.. هو ما يختصر بأحرف الاستغاثة الشهيرة، والتى كانت ترسل عبر شفرة مورس من السفن لطلب النجدة فى لحظات الغرق.
والكلاسيكو الإسبانى أو كلاسيكو المعمورة، اليوم، يعد مباراة إغاثة بالنسبة لبرشلونة فلا بديل عن الفوز كى يستمر السباق على لقب الدورى حيا مع ريال مدريد الذى يسبق غريمة الكتالونى بثلاث نقاط. لكن فى المقابل يسعى الفريق المدريدى إلى الجمع بين بطولة دورى أبطال أوروبا، وبين لقب الدورى الإسبانى لأول مرة منذ عام 1958.. وهو هدف يستحق الجهد والعرق.. لكن هم لا يحركهم سوى هدف واحد.. هدف الفوز بغض النظر عن رؤية، وأهداف، وسائل الإعلام والصحفيين من أمثالنا.. يعنى ريال مدريد يلعب على الفوز؛ لأنه يجب أن يلعب على الفوز.. وكذلك برشلونة، وإن كان الفريق الكتالونى يرغب فى إنقاذ موسمه بلقب الدورى.. بعد خروجه من أبطال أوروبا على يد وقدم يوفنتوس..
** السيدة الكتالونية الجميلة أخذت تشدو وتغنى فى أثناء الأمتار الأخيرة أمام الفريق الإيطالى، تحية تقدير وتشجيع للاعبى برشلونة، فلم يكن هناك ما يدعو للعتاب، وللسباب. إنها كرة القدم. وهى وهم قدموا السعادة لملايين المشجعين.. وبقدر ما نالوا الثناء والتقدير، لا يجوز ولا يجب أن تتحول لحظات حزنهم للخروج من بطولة كبيرة إلى لحظة ألم.. يكفى الحزن.. تلك فلسفة أنصار الفرق الأوروبية بصفة عامة.. وقيمة الرياضة وأهدافها. فهى تعلم البشر تقدير المحاولة والكفاح والنضال..!
** السيدة المدريدية الثرية سوف تشدو وتغنى هى أيضا فى حالة الفوز على برشلونة.. فالانتصار يقود الفريق إلى مسافة أقل من اللقب، وإلى مسافة أبعد من المنافس الأول على اللقب. ولا شك أن غياب نيمار أثر كثيرا على الفريق الكتالونى، فهو مع سواريز، وميسى، يشكلون دائرة خطر حقيقية على دفاعات المنافسين، وكثيرون يقولون ويرون أنه لولا وجود إنيستا، وشافى فى السابق ثم نيمار وسواريز لما أصبح ميسى هو ميسى.. المرواغ الأول، والراقص الأول.. والمساند الأول.. فعندما يمتلك الكرة تفتح أمامه أبواب عدة للتمرير.. فمهما كانت مهارة اللاعب الفرد. فإنها تنقص كثيرا وتفقد الكثير دون مهارات الفريق الجماعية.. فالأداء الجماعى هو جوهر الكرة الجديدة.. وأحرص على استخدام تعبير الكرة الجديدة كبديل لتعبير الكرة الحديثة، لأن هذا التعبير الأخير الذى يشير إلى الحداثة يستخدم منذ عام 1974.. (من 43 سنة بس؟!)
** مباراة اليوم بين الغريمين الكبيرين، وهما أغنى الأندية، وأشهرها، لا تخضع فقط لحسابات الجماهير والإعلام، وإنما لها حساباتها المالية والتمويلية، فكلما أحرز الفريق بطولات كلما حصد الكثير من المال.. تلك معادلة منطقية فى صناعة كرة القدم.. وهى معادلة منطقية حتى لو كانت كرة القدم زراعة؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved