الجامايكى الرائع.. والأمريكى القبيح

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: السبت 20 أغسطس 2016 - 10:00 م بتوقيت القاهرة

**

وضعت صحيفة الجارديان البريطانية العداء الجامايكى أوسان بولت ضمن الرياضيين العظماء فى التاريخ مثل محمد على كلاى فى الملاكمة، وبيليه فى كرة القدم، ومايكل فيلبس فى السباحة. وانتخبت صحف بريطانية وأمريكية بولت نجما للدورة الأوليمبية فى ريو دى جانيرو بعد فوزه بثلاث ذهبيات فى الدورة الثالثة على التوالى فى سباقات 100 و200 و4×100 متر تتابع. وهو بذلك عادل رقم بافو نورمى، العداء الفنلندى الذى لقب بالشبح، والعداء الأمريكى كارل لويس. وكلاهما كان حصد 9 ميداليات ذهبية فى الألعاب الأوليمبية..


**

قبل انطلاق دورة ريو دى جانيرو أجبت بصيغة سؤال: أيهما سيكون نجم دورة ريو الأول. مايكل فيلبس المرشح للفوز بست ميداليات أخرى، ثلاث فى الفردى وثلاث فى التتابعات، أم أوسان بولت المرشح للفوز بثلاث ذهبيات للدورة الثالثة على التوالى..؟ من الصعب اختيار فيلبس على حساب بولت أو بولت على حساب فيلبس. وكما قال العداء الجامايكى: فيلبس سباح عظيم. وأنا عداء عظيم.. ويقصد أنه لا مجال للمقارنة بين بطلين يلعبان فى ملعبين مختلفين. والواقع أن كليهما حقق إنجازا يصعب جدا تكراره. فليس سهلا أن يفوزأى رياضى بـ28 ميدالية أوليمبية فى أى لعبة. وليس سهلا أن يفوز عداء بسباقات السرعة الأوليمبية فى ثلاث دورات متتالية، وفى فترة عمرها 12 سنة..
**

مرت الأيام ودارت. وتنتهى دورة ريو اليوم، وقد عشت مع مبارياتها وأحداثها 21 يوما فى منجم الإنجازات والأخلاق والسلام والإبداع.. فتلك عداءة من نيوزيلندا تتوقف لمساعدة عداءة منافسة سقطت، ولم تفكر لحظة فى الميدالية وفى الأنا. وهذان توءمان بريطانيان فازا بذهبية وفضية، وتبادلا التهنئة وهما ساقطان على الأرض من شدة الأعياء فى نهاية المنافسة.. وهذا الفارس القطرى ينجح فى التأهل للنهائى فى قفز السدود، ويشير إلى جواده باعتباره صاحب الفضل.. وذلك فى لحظة صخب واحتفاء عقب نهاية الكورس الذى يتابعه الجمهور بصمت الدخول إلى محراب.. ولا يمكن إحصاء لحظات التفوق والبطولة واللحظات التى تجلت فيها قيم الرياضة والأخلاق، والقيم الإنسانية الجميلة..
**

كان هناك الوجه الآخر للنفس البشرية. وجه الغش، والادعاء. ولكنه وجه مطموس، خسيس، جبان، يتوارى خلف المنشطات، والكذب. ومن هؤلاء أربعة سباحين أمريكيين ادعوا أنهم تعرضوا للسرقة فى البرازيل وكان ذلك كذبا تعاملت معه الشرطة البرازيلية بالإيقاف وبالغرامات. إلا أن التعامل العالمى الأخلاقى كان عنيفا، فقد أجرت اللجنة الأوليمبية تحقيقا وقررت توجيه اللوم إلى السباحين. وتدرس اللجنة الأوليمبية الأمريكية طرد السباح ريان لوكتى وحرمانه من ممارسة الرياضة مدى الحياة، علما بأنه بطل أوليمبى فائز بـ6 ميدليات ذهبية. فيما كتبت صحيفة نيويورك بوست فى صدر صفحتها الأولى مع صورة بحجم الصفحة كلها للسباح لوكتى: «كذاب.. كذاب.. يستحق الطرد.. الأمريكى القبيح»..
**

لم يشفع للسباحين أمام الكذب والادعاء، أنهم أبطال أو أنهم نجوم، أو أنهم مشاهير (فاهمين)؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved