«طز».. فى المباريات

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأحد 19 مايو 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

●● فى موضوع العنف والاعتداءات من جانب جماهير كرة القدم مانملكه هو النقد والرفض. فعلنا ذلك منذ سنوات حين أحرقت مجموعة ألتراس مشجعا، وحين اقتحمت مجموعة ألتراس صالة الأهلى، وحين أُحرق أتوبيس على الطريق الصحراوى، وحين حُطمت محطة سكة حديد بورسعيد، وحين أُحرق اتحاد الكرة وسُرقت محتوياته، وأُحرق نادى الشرطة (ليست مشكلتى أن حضرتك لا تقرأ أو لا تعرف).. فى كل حادث عنف سجلنا رفضنا.. كما كان هذا الرفض عنيفا يوم مقتل 74 مشجعا فى مباراة الأهلى والمصرى..

 

●● فى الحادث الأخير الذى اعتدى فيه وايت نايتس على وزير الرياضة نكون وصلنا إلى نهاية النفق. وتُرى مَنْ سيتحمل مسئولية كارثة أخرى إذا وقعت بمدرجات أى ملعب نتيجة تصرف عصبى متعصب وأهوج أو كرد فعل لتصرف مريض من شخص أو أشخاص.. (هناك أحدث مثال وهو ما وقع فى المنيا من حصار لفريق كرة سلة من بورسعيد).. من سيتحمل إذا كانت التجارب القريبة تشير إلى أن غول العنف والانتقام والاحتقان لم يروض بعد؟ من سيكون مسئولا فى تلك اللحظة؟!

 

●● كأننى أقرأ واحدة من قصص مجلة ميكى الدائمة فى الوقت الراهن والتى تثير الضحك والأسى. وتبدو كلماتها كأنها تخاطب مراحل الطفولة، والقصة تعبير دقيق لما يجرى فى ساحة الرياضة المصرية من عنف وتهديد ولغوصة وخلط للمعانى فى بيانات مكتوبة بلغة مدرسية تقحم فيها كلمات كبيرة، تعكس نقص الثقافة والنضج، لعلها تفى بالغرض وتبث الرعب فى قلب الدولة وفى قلوب الناس.. ومن أسف جدا أنها ترعب قلب الدولة وتقلب مزاج الناس وتحفزهم ضد من يهددون..

 

●● القضية عند البعض هى أن الوزير يتحدى الزمالك، وهذا ليس صحيحا. وأنه أهلاوى. يحكم لمصلحة الأهلى. بينما كان حسن صقر زملكاويا ومن نجوم النادى، واتهم أيضا أنه يخرب الزمالك.. إذن هو اتهام جاهز ومغلف للضرورة.. وهو اتهام التصنيف التقليدى، وربط مواقف وآراء بأندية.. أو كى يمسك به من يمسك وينثر الفوضى وينشرها فلابد من سبب للعنف.. هكذا يظنون.. لكن المشهد أمام الرأى العام أنه لاسبب لما جرى ولما يجرى ولما سيجرى..

 

●● كنت أتمنى أن يصدر مجلس إدارة الزمالك بيانا يشجب فيه بقوة وحسم هذا الاعتداء على الوزير. هنا الموضوع يتعلق بمبدأ. بجريمة. وهو أهم ألف مرة من لائحة انتخابية، وأهم ألف مرة من بقاء شخص أو رحيل أشخاص. وفى الخارج المتقدم والمتحضر عندما يقع سلوك مشين من جمهور ناد يعتذر هذا النادى فورا ويحاسب جماهيره.

 

●● لا مباريات بدون جمهور.. هذا هو التهديد، وأتمنى أن يحضر الجمهور المباريات وتعود الموسيقى إلى المدرجات. لكنه تهديد فى غير موقعه وفى غير مناسبته، وفى غير محله، من واقع التجارب القريبة.. التهديد يقول: لا مباريات بدون جمهور. واسأل هذا الجمهور ما هو الضمان؟ كيف ستمضى المباريات بسلام.. لماذا عاقب الاتحاد الأفريقى النادى الأهلى.. ألم يكن السبب هو سلوك الجمهور؟

 

●● لو خيرت بين الحضور الجماهيرى وبين سقوط ضحايا جدد.. فإننى سأختار حماية حياة الناس والجمهور والمجتمع.. وطز فى المباريات..

 

كده خلص الكلام..

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved