دورى «بيب» الإنجليزى الممتاز !!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 19 يناير 2015 - 8:35 ص بتوقيت القاهرة

• «بيب»، فى عنوان المقال، كلمة تمثل صوت الصفارة التى تطلقها أجهزة الإعلام ــ الإذاعة والتليفزيون ــ عند الإشارة إلى اسم شركة أو مصنع أو فيلم أو « دكان « باعتبار أنه إعلان.. وإذا كنت ضيفا فى برنامج سوف يطلب منك المذيع عدم ذكر اسم الشركة لأنه إعلان.. وترى برنامجا يستضيف مخرج فيلم وأبطاله ومؤلفه ثم يطلب المذيع عدم ذكر اسم الفيلم حتى لا يكون ذلك دعاية.. ماذا تسمون ذلك ؟!

• تلك المقدمة لأننى حضرت حفل استقبال استضافة كأس دورى باركليز الممتاز فى مصر .. حيث يرعاه بنك باركليز، وتكتب كل الصحف الإنجليزية اسم الدورى منسوبا للراعى، وينطق بالاسم المذيع والمعلق ولا تسمع تلك «البيب» التى تطلقها إذاعتنا أو برامج التليفزيون من باب منع الدعاية، وهو ظن بأن ذلك يسد باب التلاعب والفساد، إلا أن وسائل التحايل، لمن يرغب، فى الإعلان عن شركة أو سلعة أو فيلم باتت مبتكرة للغاية وتطورت كثيرا عن تلك «البيب التاريخية الساذجة».. ؟

• هناك مفاهيم مازالت قائمة لم تتغير فى عالم تغير تماما.. فإذا كانت كرة القدم صناعة، فإن الإعلام جزء من تلك الصناعة، وهو يربح منها وينهض بها، وعليه أن يحترم اسم الراعى الذى يسدد ملايين الجنيهات مقابل رعايته وإلا ماذا يستفيد هذا الراعى؟

فى السعودية يسمون بطولة الدورى: «دورى عبد اللطيف الجميل» فهو الراعى، ولاتسمى المسابقة بأسماء مختلفة وفقا لقدر الإعلان الذى تقدمه شركة عبد اللطيف الجميل.. إذن هم يواكبون الزمن ويمضون معه، بينما نحن نهرول خلف الزمن ونسير فى الاتجاه المعاكس ونرى أنفسنا على صواب..

• فى زيارة كأس دورى إنجلترا للقاهرة تكررت نفس الأفكار والشعارات، من نوع أن الزيارة رسالة إلى العالم بأن مصر بلد الأمن والأمان.. وهذا الكلام لايختلف عن «تلك البيب» فمازلنا نتشرف بشهادة الأجانب، بينما هم مثلا لا يسمعون أبدا ماذا نقول عن بلادهم .. ثم لو أن كأس الدورى الإنجليزى قام بزيارة اليمن فإن الحوثيين سوف يحيطون به ويحمونه حبا فى كرة القدم وفى الدورى الإنجليزى ولن يقول واحد أن اليمن بلد الأمن والأمان..

• كأس الدورى الإنجليزى لايمس، ولايلمس باليد، ومن يرغب فى لمسه عليه أن يرتدى قفازا، والشرائط تعبر عن بطل الموسم السابق الذى يحمل اللقب، والأسدان فى الطرفين، ينضم إليهما الأسد الثالث حين يرفع قائد الفريق الفائز باللقب الكأس عاليا ليكون هوالأسد الثالث، وتشكل الأسود الثلاثة شعار إنجلترا الذى يزين فانلة المنتخب.. هم يتعاملون مع هذه الكأس على أنها قناع توت عنخ آمون الذهبى الذى يساوى الملايين، بينما كأس مصر لكرة القدم يحظى بمعاملة لا تزيد على التعامل مع السلطانية، ومن مصادفات القدر التاريخية أن الكأس بدأت باسم : الكأس السلطانية نسبة إلى السلطان، فظن ورثة النشاط.. أنها السلطانية الأخرى؟!

•••

• خارج الإطار : د. عبد المنعم عمارة.. سياسى كبير.. لم أتصور أنه لن يدرك ما أقصده حين قلت مبروك كريستيانو لكن الكرة الذهبية يستحقها نوير. فأنا أحترم وأحب رونالدو مثل ميسى، مثل كل موهوب وصاحب مهارة.. وموهبة كريستيانو ومهارته تكمن فى القوة والسرعة وكلما كانت القوة شديدة والسرعة شديدة فنحن أمام قدم مثل المطرقة، بينما قدم ميسى مثلا تبدو مثل ريشة رسام..

لكننى يادكتور.. وفقا لمعايير مهمة فى منح الجائزة رأيت أن نوير بما لعبه من دور فى فوز ألمانيا بكأس العالم يستحق اللقب أكثر من رونالدو بما لعبه من دور فى فوز ريال مدريد بكأس أوروبا.. تحياتى يادكتور؟

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved