دواعش التنوير

نادر بكار
نادر بكار

آخر تحديث: الجمعة 17 أبريل 2015 - 8:15 ص بتوقيت القاهرة

كما أن الإسلام لم يتأثر ــ عند العقلاء ــ بممارسات داعش مهما بلغت وحشيتها وشططها، وظل أغلب الناس بفطرتهم الصادقة يرفضون أدنى مقاربة تصبغ الذبح والحرق والهدم بصبغة الشريعة، فكذلك لن يتأثر بكل دعوة متطرفة شاذة تنطح ثوابت هى كالجبال أو أشد رسوخا فى أعمق أعماق قلوب المصريين.

الباحثون عن الشهرة من (دواعش التنوير) لا يتركون أى فرصة لتصدر المشهد السياسى والإعلامى والاجتماعى ــ ولو باللعن ــ إلا وهرولوا إليها، من دعوة لحرق التراث إلى أخرى لخلع حجاب المصريات.. لا يهم العنوان طالما كان يشبع شبق الانحلال والفوضوية والهمجية.

لم نسمع من (دواعش التنوير) حديثا تليفزيونيا ولا مقالا صحفيا ولا ورشة عمل واحدة تتناول قضية اقتصادية أو علمية أو حتى ثقافية مما يشغل الشارع المصرى حقيقة لا اصطناعا.. لم يتحفنا هؤلاء بإنتاج أدبى أو علمى يكافح حالة الأمية الثقافية التى تعيشها أجيال المصريين منذ ثلاثة قرون.

لا يستحق هؤلاء أن تُذكر أسماؤهم رغم خطورة ما يطرحون، هم مسبوقون فى هذا الدرب بعشرات بل مئات لم يعد لهم من ذكر ٍالآن رغم الصخب والجدل الذى ثار حولهم وبسببهم على مدى عقود خلت.. وأكرر على أن الشهرة وحدها هى المحرك الأول مع خلفية لا بأس بها من الخلل النفسى والضحالة الفكرية.

الداعون إلى خلع حجاب المصريات لا يحتاجون إلى علماء شريعة للرد على ما استقر بداهة فى عقول المصريين، ولا يحتاجون من يسمع دعواهم للرد عليها.. يحتاجون إلى مليونية لخلع الحجاب.. الحجاب الذى غطى عقولهم فما عادت تبصر حجم التناقض الصارخ الذى تقع فيه.. خلع الحجاب الذى حجز الموضوعية والإنصاف عن الوصول إلى ضمائرهم فما عادت تحكم إلا بحقدها وخلفياتها النفسية المعقدة .

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved