فرصة نتنياهو لتغيير قواعد اللعبة

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: الثلاثاء 17 مارس 2020 - 10:00 م بتوقيت القاهرة

نشرت صحيفة هاآرتس مقالا للكاتب جدعون ليفى تناول فيه فكرة أن لدى نتنياهو فرصة إصلاح الضرر الذى أحدثه بنشره للعنصرية فى إسرائيل ضد عرب إسرائيل عن طريق إشراكهم فى حكومة الطوارئ والذى من شأنه أن يعطيه فرصة أخرى أو على الأقل إصلاح صورته فى التاريخ... نعرض منه ما يلى:
هناك خطوة واحدة يمكن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تبنيها الآن حتى يخفف من الدرجة التى سينتقده التاريخ بها وإصلاح شىء من الضرر الذى أحدثه ليترك إرثا مفاجئا... بعد التحريض الوحشى الذى شنه ضد العرب الإسرائيليين، يمكن أن يقوم نتنياهو بدعوة ممثليهم، أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة، للانضمام إلى حكومة الطوارئ التى من المفترض أن يتم تشكيلها، ومن الممكن تكليفهم بمناصب وزارية وفقا لخبراتهم. هذه الخطة ستعد مهمة خاصة فى ظل الأجواء العنصرية غير المسبوقة ضد العرب فى إسرائيل اليوم.
السبب وراء ضرورة وجود حكومة طوارئ غير واضح. وجود حكومة طوارئ ليست ضرورية لمحاربة الوباء، فلا يبدو أن المشكلة أن هناك حكومتين، واحدة مع الفيروس والأخيرة ضدها، ولم تغير أى دولة تكوين حكومتها بسبب فيروس كورونا. ولكن كما يبدو أن حكومة الطوارئ هى الطريقة الوحيدة لكسر الجمود السياسى، ومن ثم يصبح تأسيسها هو الأفضل. إن إدراج القائمة المشتركة ــ ليس بسبب مطالب بينى جانتس بل بمبادرة من نتنياهو ــ يمكن أن يغير قواعد اللعبة. فى لحظة سوف تهدأ الأجواء، ويغير موقف عرب إسرائيل وربما أيضا مصير رئيس الوزراء، لتصبح هذه الحيلة مقارنة بكل الحيل التى استخدمها من قبل الأكفأ لإنقاذه أو على الأقل تصليح الانطباع الذى سيتركه وراءه.
هذه هى أحلك الأيام التى شهدتها الدولة على الإطلاق ولم يسبق أن يتم اضطهاد عرب إسرائيل بمثل هذه الطريقة أو وجود هذا القدر من الكره غير المسبوق الذى تعرضوا له من الكثير من الإسرائيليين.. نتنياهو ليس الجانى الوحيد هنا.. فلا يوجد نقص فى العنصرية والتحريض فى أى من الأحزاب الصهيونية ــ بما فى ذلك أولئك الذين يهاجمون نتنياهو الآن بسبب عنصريته. الخوف من القائمة المشتركة يقع على عاتق الإسرائيليين فى حين قاد نتنياهو مسيرة جعل القائمة تهديدا وجوديا، التى كان نوابها من بين الأمهر فى الكنيست، والتى لا يشكل برنامجها خطرا على أى شخص فى إسرائيل، والتى سيكون تأثيرها محدودا على أى حكومة.
هناك طريقة واحدة فقط لتضميد الجراح وهى من خلال دعوة رؤساء الأحزاب التى تشكل القائمة المشتركة ــ أيمن عودة، وإمطانس شحادة، وأحمد طيبى، ومنصور عباس ــ للانضمام إلى حكومة الطوارئ المؤقتة كشركاء. بدلا من «بيبى أو طيبى»، سيكون «بيبى وطيبى». إذا اقترح نتنياهو ذلك، سوف ينهى العنصرية التى بدأها. لا أحد فى حزبه سيجرؤ على تحديه ــ فبعد كل شىء نحن نتحدث عن حرب على فيروس كورونا، وسيضطر حزب أزرق أبيض إلى الانضمام. ستكون حكومة وحدة لا مثيل لها فى تاريخ إسرائيل ولأول مرة ستمثل الحكومة جميع الإسرائيليين. وللمرة الأولى سيكون هناك 120 مشرعا فى الكنيست، وليس 105. وسيبقى سبب وجود الحكومة المؤقتة هو حل جميع الخلافات.
لن يضطر أعضاء القائمة المشتركة إلى مصافحة من ارتكبوا جرائم الاحتلال، ولن تضطر الأغلبية الصهيونية إلى الاعتراف بحق العودة للاجئين الفلسطينيين. ستكون هذه حكومة مؤقتة ذات هدف واحد.
للمرة الأولى، يمكن لوزير الصحة أن يكون طبيبا بالفعل، فأطباء الكنيست الوحيدون هم أحمد الطيبى ومنصور عباس وهى ليست مسألة تافهة فى هذه الأوقات الصعبة. ما سيفعله وزير الصحة العربى الناجح اليوم من أجل تغيير الرأى العام سيكون أكفأ من وجود ألف صيدلى عربى فى أكبر سلسلة متاجر أدوية فى إسرائيل. بالنسبة للإسرائيليين الذين يشعرون بالقلق من العرب، يمكن الوعد بأن يقوم كل مشرع فى القائمة المشتركة بأداء واجباته بإخلاص وحذر.. والأكاذيب حول التهديدات التى يشكلها المواطنون العرب سيتم دحضها الواحدة تلو الأخرى. وستشكر إسرائيل الله على فيروس كورونا.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغني

النص الأصلى

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved