مؤتمر فى حب مصر

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 16 مارس 2015 - 10:10 ص بتوقيت القاهرة

•• نعم هذا مؤتمر فى حب مصر.. رأيت هذا الحب فى كلمات الأشقاء العرب، وفى تصريحات المستثمرين، حتى الأجانب منهم. ففى عيونهم تقدير وإعجاب بإصرار بلد وبإرادة شعب. وكثيرون ممن حالفهم الحظ وتواجدوا فى شرم الشيخ واقتربوا من المشهد أكثر وعاشوه يرون أن ما يعلن عنه أقل بكثير مما تحقق.

•• هذا المؤتمر انتصار سياسى. وانتصار اقتصادى. وانتصار للرئيس قبل ذلك وبعده.. هو انتصار شهدت به دول ووفود وكلمات قيادات سياسية عربية واجنبية، إلا قناة الجزيرة التى رأت الانتصار هزيمة. أو تمنت أن يكون هزيمة.. إنها بالفعل حالة مرضية (من المرض ربنا يشفى).. وأنا للعلم لا اشاهدها، ولكننى أتابع مداخلات المصريين الوطنيين وتسديداتهم فى المذيعين المدعين، وأقرأ تعليقات وردود الناس على مواقع التواصل الاجتماعى.. اتحدث هنا عن الناس.. عن المصريين؟!

•• نحن لن ننسى أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، كان صاحب الدعوة لهذا المؤتمر. كما لن ننسى بيانه القوى والحاسم حين أعلن تأييد المملكة لثورة 30 يونيو.. وسرعة تحرك وزير الخارجية السعودى سعود الفيصل إلى باريس لمواجهة تحرك وزير خارجية قطر يومها، حتى قيل إن السعودية هزمت قطر 1/صفر..؟!

•• هذا المؤتمر بداية، من أجل أجيالنا القادمة. ولست خبيرا اقتصاديا لكنى أفهم ببساطة أنه حين تدور عجلة التنمية والبناء والمشروعات والاستثمارات تقل البطالة، ويفتح الأغنياء أبواب العمل للفقراء. وتروى تجارب التاريخ القريب أن دولا ومدنا ومناطق مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة وهونج كونج وأبوظبى ودبى وأيرلندا وغيرها قفزت اقتصادياتها بالاستثمارات وبمثل تلك المشاريع التى أعلن عنها فى شرم الشيخ.. والمؤتمر بداية.. والطريق سيكون طويلا وشاقا وكله عمل وعرق.

•• إن المحب لبلده يروى أى نبتة يراها بعرقه. وهو يفعل ذلك لأنه يحب أن يراها شجرة عالية مثمرة بعد سنوات. إن الإحساس بالوطن وبترابه أصاب المصريين بحالة بهجة وفرحة. ترون الناس فرحانة كما حدث يوم أعلن الرئيس عن مشروع قناة السويس، وتراهم يحملون تلك الفرحة كما حدث وهم يدفعون 64 مليار جنيه فى 8 أيام من أجل مشروع قناة السويس. نعم كانوا يبحثون عن الربح من الفائدة وكانوا أيضا سعداء بالمساهمة فى المشروع. وهذه السعادة تراها أيضا فى الرجال والعمال المصريين فى أرجاء قناة السويس.

•• المصرى الوطنى بحق يرى نفسه جنينا فى حبة الرمل بهذا البلد.. أما الذين يشمتون ويرون السواد، ويحلمون بالفشل، ويدعون له، ويقتلون الأمل، ويغتالون الناس، ويفجرون القنابل، فهم إرهابيون.. والإرهاب لم يقتل شعبا من قبل ولم ينتصر على شعب من قبل.

•• تحيا مصر.. بالأمل والعمل والجد والجدية والعلم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved