مسرح التنابلة

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 16 يوليه 2012 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

●● كأن كرة القدم سبة أو عارا، وكأن الذين يمارسون كرة القدم من السفهاء، وكأن الذين يطالبون بعودة كرة القدم خونة لا تعنيهم البلد.. لماذا لا تصفون الذين يطالبون بعودة السياحة بأنهم خونة لا يشعرون بما يجرى فى البلد؟ ياريت كل مصرى فى موقعه يكون حريصا على عمله وعلى انتعاش هذا العمل؟، للأسف التنابلة فقط، تراهم جالسين، غائبين، لاهين، متثائبين!

 

●● لكن جزءا من الحقيقة يجب تسجيله، وهو يتعلق بالحالة الأمنية، وبتهديد نشاط اللعبة.. هنا يجب أن يدرك الجميع أن جماهير الأندية بالملايين، ولا يمكن ولا يجب أن يتحكم فى النشاط عشرة آلاف أو مائة ألف ويجب الدخول فى حوار جاد مع هؤلاء الشباب الذين يرون أن عودة كرة القدم تكسر حالة الحداد أو تضيع حقوق ضحايا، وإذا كان المجتمع كله يغرد الآن بالقانون ويطالب به، فإنه على الجميع وأولهم هؤلاء الشباب أن يدركوا أن كل من يخرج عن النظام وعن القانون سوف يحاسب.. لكن كيف يحاسب وكيف يستخدم القانون بحسم وبحكمة..؟!

 

●● كرة القدم نشاط اقتصادى مهم.. وعندما تبيع انجلترا حقوق البث التليفزيونى لمسابقة الدورى «البريميرلييج» لمدة ثلاثة مواسم بمبلغ 3 مليارات و700 مليون جنيه استرلينى، فهذا اقتصاد.. وعندما عادت روسيا إلى قوتها الاقتصادية وتعافت موارد الدولة بدأت أنديتها فى شراء أعتى النجوم ومنهم صامويل أوتو نجم إنتر ميلان السابق والذى تعاقد مع فريق إنجى الروسى نظير راتب سنوى قدره 44 مليون دولار.. وهذا النادى يملكه الملياردير سليمان كريموف.. (هذا واقع بغض النظر هو غسيل أم ليس غسيلا؟) كما أن الصين التى نهضت اقتصاديا بدأت منذ سنوات فى التحول إلى نشاط كرة القدم ودعمه. فبدأت تستورد النجوم مثل الفرنسى نيكولا انيلكا لاعب تشيلسى السابق، الذى انتقل إلى شنغهاى شينهوا ولحق به زميله ديديه دروجبا الذى سيحصل على راتب أسبوعى قدره 314 ألف دولار.. كذلك تردد أن لاعب برشلونة الإسبانى المالى سيدو كيتا سيترك الفريق متوجها إلى الصين للانضمام لفريق داليان..

 

●● وتقوم الأندية الأوروبية الكبرى برحلات سنوية إلى آسيا بحثا عن المال وعن زيادة شعبيتها والمزيد من الشعبية تعنى مزيدا من المال وسوف تستضيف بكين يوم 11 أغسطس المقبل مباراة كأس السوبر الإيطالية بين يوفنتوس بطل الدورى ونابولى بطل الكأس المحلية وستقام فى استاد عش الطائر الذى أنشئ خصيصا لدورة بكين الأوليمبية عام 2008. وهذه المرة الثالثة التى تقام فيها مباراة كأس السوبر الإيطالية فى استاد عش الطائر فى العاصمة الصينية منذ 2009 والخامسة التى تقام فيها خارج ايطاليا وسبق أن أقيمت مباراة فى الولايات المتحدة فى 1993 و2003.

 

●● هكذا يتحرك العالم ويبحث عن مناطق جديدة، وهكذا تتحرك الفرق الكبرى التى تدعم اقتصاداتها وتدعم اقتصاد بلادها، فلم تعد المحلية تكفى، ولكنه عصر التليفزيون، والفضاء، والإقليم والقارة.. أما نحن فمازلنا نخاف ولا نواجه المشاكل، وننتظر الحل من السماء، ونهدد بتكرار كوارث وبسقوط ضحايا، ولا نفكر فى علاج، ولا فى حوار عميق، لأننا مازلنا  فى عصر الخطاب القديم.. العاطل يسعى إلى تعطيل من يعمل، الفاشل يجذب الناجح إلى أسفل..  ودعونا نفكر بجد كيف تعود كرة القدم وكيف نوقف الفوضى.. وكيف نغلق مسرح التنابلة؟

 

●● أعتذر عن خطأ غير مقصود ورد بمقال أمس مازيمبى من الكونغو وليس من غانا

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved