متى أصبح الزمالك «فاروق»؟

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الخميس 15 فبراير 2018 - 10:20 م بتوقيت القاهرة

** هذا تصحيح لواقعة تاريخية موروثة، والواقعة تتعلق بإطلاق اسم الملك فاروق على نادى الزمالك الذى كان يسمى المختلط، إذ تقول الحكاية الموروثة أن الأمير فاروق كان يحضر مباراة الأهلى والزمالك فى نهائى كأس الملك يوم 2 يونيو 1944، ويومها فاز الزمالك على الأهلى 6 / صفر، ومن فرط إعجاب الأمير فاروق بأداء الزمالك، طلب أن يطلق اسمه على النادى.. ومن المعروف أن الزمالك حقق انتصارين كبيرين على الأهلى فى بطولتى منطقة القاهرة والكأس، وأن الأهلى حقق انتصارين كبيرين أيضا على الزمالك فى بطولتى الكأس والدورى.

** نعود إلى ظروف تلك المباراة، ومن واقع شهادة الصحافة فى ذاك الوقت، فقد قالت الأهرام يوم 23 إبريل 1944: «إنه نظرا لعدم إقامة المباراة النهائية لكأس الملك فى كرة القدم الفصل الماضى بسبب الأزمة المعروفة، والتى انتهت أخيرا بالعفو عن اللاعبين، ولفوات الوقت وضرورة إقامة مسابقة هذا العام قرر الاتحاد اعتبار هذه الكأس فى حيازة النادى الأهلى فى النصف الأول من هذا العام وحيازة نادى فاروق فى النصف الثانى».. وكانت الأهرام نشرت الخبر التالى يوم 19 إبريل من نفس العام: «قررت اللجنة العليا لاتحاد كرة القدم، العفو عن لاعبى الأهلى الذين شطبت أسماؤهم، ولهذا ستبدأ مسابقة كأس جلالة الملك، ويشترك فيها النادى الأهلى».

** والأزمة بدأت حين طلب الأهلى السفر إلى فلسطين للعب مباريات ودية، ورفض اتحاد الكرة، ومع ذلك سافر الأهلى تحت اسم منتخب نجوم الكرة، فاتخذ الاتحاد قرارات رادعة بشطب 14 لاعبا، معظمهم من الأهلى بجانب لاعب من الزمالك ولاعب من الترسانة سافرا مع الفريق 
** كنت صححت تلك المعلومة فى حلقات تليفزيونية، واستعنت بروايات شخصيات وكتابات شاهدة على التاريخ وعاشته، وأفضل شاهد بالطبع هو الصحافة، أى النصف الأول من القرن العشرين، كما قال عنها أمير الشعراء أحمد شوقى. 

** يوم 3 يناير 1942، قبل المباراة الشهيرة بعامين تقريبا قالت الأهرام فى تعليقها على مباراة أخرى فى دورى منطقة القاهرة وانتهت بفوز (فاروق) الزمالك 6 / صفر وتحت عنوان فاروق والأهلى: «قل ان تجد مباراة فى كرة القدم تستحق عناية النقاد ويفوز فيها فريق على فريق بسبب إصابات، كما حدث فى مباراة، أمس، بين فاروق والأهلى، لكن هذه المباراة بذلت فيها جهود مشكورة من الفريقين: فقد أخرج نادى فاروق معركة من أقوى ما يذكر له من سنين، ولم يجمع الجمهور يوما على أهليته للفوز إجماعه أمس».

وأضافت الأهرام «أما الأهلى فمع أنه هزم بهذا القدر من الإصابات إلا أنه لعب لآخر لحظة كفرقة تبحث عن النصر، وهذه روح رياضية لا ننكرها عليه وعلى جمهوره الذى كان بدوره يذكر لفاروق عظمة موقفه، وهكذا كانت المباراة كما قلنا أمس معركة الفصل الحامية».

** هكذا وصفت الأهرام فوز فريق فاروق قبل عامين من واقعة مباراة عام 1944.. وعقب تلك المباراة تحديدا التى أقيمت فى نهائى الكأس فى الثانى من يونيو من عام 1944. كتبت الأهرام ما يلى تعليقا على فوز فاروق يوم 4 يونيو: «لم تشاهد العاصمة منذ مباراتى الهاكوا والمجر مباراة فنية قوية كالتى أقيمت امس الأول بين ناديى فاروق الأول والأهلى على كأس فاروق الأول، فقد بدأت بين جمهور كبير جدا ملأ الملعب قبل موعد المباراة بساعتين، وأخذت من النظارة كاهتمام، وقد تجلى فيها فن اللعبة واكتمل لأشبال الزمالك، الذين برزوا فى الملعب على الجزيرة بروزا ملموسا، وكانت خططهم ناجحة طوال التسعين دقيقة وإصاباتهم نتيجة هجمات متوالية ومرسومة الأوضاع بلغت ستا».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved