حرب فى وارسو

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الخميس 14 يونيو 2012 - 8:55 ص بتوقيت القاهرة

●● الاشتباكات التى وقعت فى شوارع وارسو بين الآلاف من المشجعين الروس والبولنديين، اعتبرت عارا ونقطة سوداء فى كأس الأمم الأوروبية.. فى أوساط الصحف الأوروبية والبطولة، وهى كانت معارك من رواسب معارك قديمة قادمة من القرن الماضى. فقد وقعت بولندا أسيرة للاتحاد السوفييتى عدة عقود، منذ احتلال السوفييت للشرق البولندى، ومن المصادفات أن الحكم كان الألمانى فولفانج ستارك.. وكانت بلاده احتلت غرب بولندا فى عام 1939.. لكن الانفلات الذى وقع، سببه الحقيقى أنه منذ عامين اتهم البولنديون دولة الروس باغتيال رئيسهم. وقد اندلعت الفوضى حين قام المشجعون الروس بغناء نشيد استفز مشجعى بولندا.. ويبدو أن عصر الشغب الذى عرفته أوروبا الغربية فى حقبة الثمانينيات يعود اليوم من أوروبا الشرقية عبر البلطجية الذين هم صيحة هذا الزمن.. لكن كرة القدم فى الملعب كانت مختلفة، لم تشهد ركلات وضربات، على الرغم من رائحة الحساسية بين لاعبى روسيا وبولندا، ويمكنك أن ترى ذلك بالفرحة الهيستيرية لكل من الروسى الن دزاجوييف والبولندى ياكوب بلاشتشيكوفسكى، وهما اللذان سجلا هدفى الفريقين..

 

●● كان تركيز منتخب بولندا مقاومة الهجمات الروسية المضادة. وحرص مدرب الفريق فرانتشيسك زمودا على بناء تحصينات فى وسط الملعب، لدرجة أنه عدل من طريقة اللعب إلى 4/1/4/1.. وهو ما يضمـن له الزيادة العددية التى يريدها فى قلب الميدان.. فى المقابل لعب أدفوكات بتشكيل الفوز على التشيك فى المباراة الأولى، لكنه عجز عن تكرار اختراق الدفاع البولندى المنظم كثيرا كما فعل فى مباراة البداية.. ولم ينجح فى الواقع فى استخدام أسلوب زينيت، الفريق الروسى الأغنى حاليا والثرى بالنجوم، والذى يشن هجمات مرتدة شديدة السرعة تبدو مثل انقضاض طائرات الميج المقاتلة.

 

●● فى مباراة اليونان والتشيك حاول الفريقان إصلاح أخطاء المباراة الأولى لكل منهما.. فالفريق التشيكى كان أكثر حرصا فى الدفاع، بوجود أكبر فى الوسط بعد أن كان مفتوحا أمام الفريق الروسى.. فيما عانى الفريق اليونانى من ثغرته المتكررة فى الدفاع الأيسر.. وعلى الرغم من الهدفين المبكرين للتشيك ناضل الفريق اليونانى أملا فى تسجيل هدفين فسجل هدفا.. ولعب فى الشوط الثانى بطريقة 4/2/1/3.. لعل ثلاثة لاعبين أمام صندوق التشيك يجعل التعادل ممكنا. إلا أن خطأ كبيرا من حارس التشيك الكبير بيتر تشك منح اليونانيون الأمل.. لكنهم ظلوا يطاردونه مثل خيط دخان.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved