الرقص مع الذئاب فى روسيا..!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 13 نوفمبر 2017 - 10:20 م بتوقيت القاهرة

** أفضل شىء فعله هيكتور كوبر بعد التأهل إلى المونديال أنه طالب اتحاد كرة القدم بأن تلعب فرق الدورى الممتاز بكرة كأس العالم الجديدة (تيلستار 18) والتى وصفها «فيفا» بأنها أصبحت نجمة تليفزيون الأبيض والأسود.. وجاء طلب كوبر كى يعتاد لاعبو المنتخب على تلك الكرة.. وذلك بغض النظر أن الفريق يتكون أساسا فى معظمه من لاعبين يلعبون مع أندية أوروبية.. إلا إذا كان الرجل يفكر فى إضافة كثير من النكهة المحلية على التشكيل فى روسيا..!

** يوم 11 أكتوبر الماضى قلت هنا عن مباراة مصر وغانا هى «الأخيرة للمنتخب فى التصفيات، لكنها يجب أن تكون المباراة الأولى فى برنامج إعداد الفريق للمونديال.. ولا يوجد فى الإعداد الجاد ما يسمى بتحصيل حاصل. ولا يوجد فى تجارب الفرق ما يسمى مباراة غير مهمة وأخرى مهمة...» وكان ذلك على أساس أن كل فوز يحققه الفريق هو إضافة لرصيده من الثقة بالنفس.. !

** كنت متفاءلا. وتوقعت فى حينه أن يجرى كوبر تعديلات بسيطة فى التشكيل. فأجرى تغييرات كبيرة. وكنت متفاءلا وقعت أن يجرب كوبر إسلوبا جديدا يضمن له دفاعا صلبا منظما، وجرأة هجومية أكبر من المعتاد بما يضمن له فوزا على غانا أو تعادلا كريما.. ولكنه استمر على أسلوبه القديم الذى يحقق به أهدافه حتى لو ندرت أهداف المنتخب فى مرمى الخصوم.. وكنت أتمنى لدرجة الحلم أن يبدأ المنتخب مرحلة: ماذا يفعل بالكرة حين يمتلكها؟!

** والله العظيم هذا ليس هجوما ولكنه من صميم النقد.. فأنا وغيرى نريد نجاح كوبر وتفوقه لأن انتصاره انتصارا للمنتخب ولنا وللصناعة وللمهنة التى نمارسها.. نعم سجل شيكابالا هدفا جميلا وتصدى شوريف إكرامى لكرة شديدة الصعوبة.. وهذا جميل لكنه لا يكفى، فقد دافع المنتخب من خطوطه الخلفية. وكلما أمتلك الكرة ردها إلى غانا، بكرة طويلة تضل طريقها دائما، أو بتشتيت الكرة لتذهب إلى حيث تريد وليس إلى حيث يريد من شتتها.. والدفاع من آخر خط هو دفاع «نضالى».. يذكرنا بتلك المعارك التى يحاصر فيه مجموعة من الرجال ولكنهم لا يستسلمون أبدا ويكافحون، ويقاومون حتى آخر رجل.. فهل يمكن أن يواصل كوبر نجاحاته ويفوز فى مباريات أو يتعادل مع ألمانيا أو البرازيل أو بلجيكا أو الأرجنتين فى كأس العالم، خاصة أن اللعب فى المونديال لن يكون مجرد رقصة مع الذئب «زابيفاكا» (تميمة روسيا)، واسمها بالروسية يعنى للمصادفة «الشخص الذى يسجل».. فهل يمكن أن يكون المنتخب الوطنى هو هذا الشخص على الرغم من أن الرقص مع الذئاب ليس نزهة؟!

** بعد تأهل الأرجنتين إلى المونديال أجرى ليونيل ميسى حوارا مع شبكة «تى واى سى سبورت» التليفزيونية الرياضية وأعلن خلال الحوار أنه يتعهد بالسير من منزله فى مدينة أريو سيكو بالأرجنتين وحتى مدينة نيكولاس دى لوس آرويوس، أى ما يقرب من 43 كيلومترا، فى حال حقق أحرز منتخب بلاده لقب كأس العالم.. وهذا تعهد يمكن أن يقطعه ميسى على نفسه، وقد يقطع المسافة فعلا.. لكن شخص مثلى يمكن أن يتعهد بالسير من منزله فى المعادى إلى القمر لو فاز المنتخب بكأس العالم والمسافة تزيد على 384400 كيلومتر.. 

** الأمر بالنسبة لميسى سهلا فلياقته تسمح له بسير تلك المسافة، ومن الوارد أن يقطعها.. لكن الموضوع بالنسبة لى سيكون مشكلة كبيرة جدا لو فاز المنتخب بكأس العالم.. ماذا أفعل ساعتها؟!

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved