التطوير فى مملكة الرياضة!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الثلاثاء 7 أغسطس 2018 - 9:50 م بتوقيت القاهرة

** فى مايو 2009 لعب باولو مالدينى أو مستر إيه سى ميلان كما يلقب، آخر مباراة له مع ناديه. وقبل أيام عاد مالدينى إلى بيته، إلى فريقه، إلى ناديه الذى لعب له 25 عاما. عاد بعد غياب 9 سنوات، وبعد مرور النادى بضائقه مالية عنيفة دفعت مالكه بيرلسكونى إلى بيعه لرجل أعمال صينى، ثم بيع النادى إلى صندوق أمريكى «إيليوت مانجمينت». وهذا كله ليس خبرا بالنسبة للكثيرين. إنما ما أتوقف عنده أن باولو مالدينى عاد إلى ميلان ليتولى منصب مدير الإستراتيجية والتطوير. وهو سيكون مسئولا عن تطوير وخطط تنمية فرق الناشئين والفريق الأول والانتقالات وسيعمل مع مدربى الفرق.. وهذا منصب من المناصب المهمة فى صناعة كرة القدم، وربما يكون بأحد الأندية المصرية من يتولى هذا المنصب، أقول ربما، لكن السؤال هو: إن كان هناك أحد فى هذا المنصب فهل يعمل به؟ هل يقول رأيه فى صفقات أو فى مستقبل الناشئين والفرق والمدربين؟ وهل هناك مدرب فريق أول فى أى ناد يقبل برأى مدير الإستراتيجية والتطوير إن وجد؟

** هل تريدون تغيير الرياضة وتغيير كرة القدم؟

** الدم الجديد هو الأمل والحل والافكار الجديدة هى الحل. واللحاق بالعالم إن كنا نستطيع هو الحل. لقد أعجبتنى قديما فكرة دورى بيبسى (أو دورى شركة المياه الغازية حتى لا أقع فى فخ الإعلان) وتلك بالمناسبة واحدة من علامات البلادة والتنبلة التى تضحك علينا أجيال لأنها ترانا نمسح اسم فيلم نتحدث عنه فى برنامج تليفزيونى بصفارة!

** أعجبتنى قديما فكرة دورى شركة المياه الغازية الشهيرة والمعروفة لأنها أخرجت لنا بعض المواهب. وأعجبتنى فكرة أخرى قامت بها شركة اتصالات السعودية بالتعاون مع الاتحاد السعودى لكرة القدم تحت عنوان، «عيش التحدى» بإرسال 10 ناشئين لقضاء فترة معايشة فى أكاديمية مانشستر يونايتد الإنجليزى وأكاديمية ريال مدريد الإسبانى. وقد تم اختيار المجموعتين لأكاديمية مانشستر يونايتد وريال مدريد عن طريق أجهزة فنية تنتمى لهذه الأندية الأوروبية ومدربين وطنيين. وقبل 12 عاما قامت أكاديمية وادى دجلة للناشئين بفكرة مماثلة حين أرسلت مجموعة من الناشئين لقضاء فترة معايشة فى مدرسة أرسنال بإنجلترا. فمثل تلك الأفكار تساوى إيفاد بعثات جامعية تعليمية إلى الخارج. فكرة القدم والرياضة لمن لا يعرف من أهم أسلحة العصر. والرياضة فى الواقع عبارة عن أهم وأكبر وأخطر صالة عرض للدول. لسياسات وحضارة وثقافة وقدرات دول.

** ولا شك أن المعايشة الرياضية تجربة مثيرة ومؤثرة للناشئين، وإذا كانت هناك شركات ترعى الكرة المصرية والأندية، فإن إرسال ناشئين ومدربين إلى فترات معايشة مع فرق كبرى فى أوروبا سيكون أفضل كثيرا من تلك الإعلانات التى تحيط بملاعب أو تضرب وجوهنا فى التليفزيون..!

** إن ملايين الشباب فى العالم العربى تبهرهم الآن الأحداث الرياضية والكروية بما فيها من مشاهد وملاعب وسلوك.. وهؤلاء الشباب يرون فى الدوريات والمباريات الأوروبية مثالا للتحضر والتقدم. هم ربما لا يهتمون بسفن فضاء تجوب المجرة الشمسية. ولا يرون الاختراعات، ولا يقفون أمام احترام الشعوب للقانون ولإشارات المرور التى مازالت تبهر جيلنا. ولكنهم يتلقون رسالة الرياضة وكرة القدم ويرونها جيدا ويحتفون بها. تماما كما فعلت رسالة السينما الأمريكية طوال مائة عام.. وهذا مما يسمى بالقوى الناعمة..

** التطوير فعل وليس مجرد كلام. والتطوير ابتكار ومبادرات وليس مجرد اجترار للماضى. والتطوير فكرة جديدة وليس مجرد صفارة تخفى اسم فيلم نناقشه فى برنامج تليفزيونى حتى لا يكون إعلانا بينما الفيلم كله يا أذكياء هو إعلان مع سبق الإصرار والترصد..!

** أيها التطوير كم أنت جميل لكن بعضهم يراك كالشيطان فى مملكته!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved