طريق الجيش.. والبهجة

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الثلاثاء 7 مايو 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

●● خرج المصريون للاحتفال بأقدم أعيادهم. خرجوا إلى الحدائق والشواطئ وأطراف وضفاف النيل. خرجوا بحثا عن لحظة بهجة، فى يوم عيد، وسط أيام حزن واكتئاب وتظاهرات واقتصاد يئن لدرجة البكاء.. لا يهم هل هو عيد فرعونى لقدماء المصريين، أم عيد قبطى، أم عيد ربيع. المهم أنه عيد الجميع.. المهم أنه يوم فرحة ويوم أمل.. وفى الأعياد تكتشف أن أفضل أيام العمل فى القاهرة أثناء الإجازات. وأفضل الإجازات فى القاهرة تكون أثناء ايام العمل.. إنها ملاحظة عابرة.

 

●● على مشارف طريق القاهرة ــ العين السخنة وقف رجال القوات المسلحة يوزعون أعلام مصر. أمسك بها قادة السيارات ولوحوا بها فخرا وفرحا.. وقبل محطة الرسوم نثرت القوات المسلحة الأعلام الملونة، والبالونات الضخمة. وانتشر رجال الجيش يحفظون النظام، ويوجهون الناس. ويحتفون بهم.. هذا الطريق هو طريق الجيش. أنشأته القوات المسلحة، ونقل منطقة العين السخنة وشواطئها وأرضها من أرض موحشة صماء جرداء إلى منطقة سياحية وصناعية واعدة، وكان الطريق وراء إحياء ميناء السخنة، ووراء إقبال دول كبرى مثل الصين التى قررت تأسيس شركات ومصانع بقيمة مليارى دولار.

 

●● الطريق يحظى بالصيانة والاهتمام، ومعظمه مضاء ليلا، وهو أول طريق سريع مصرى حر لا تفسده التقاطعات. وأنشئ فى زمن قياسى بينما طريق القاهرة ــ الإسكندرية الذى يفترض أنه سيكون حرا بدأ العمل به منذ سنوات، ولم ينته بعد، وفترة إنشائه تبدو مساوية لفترة بناء السد العالى.. ولو كلفت به القوات المسلحة لكان انتهى منذ زمن وبأقل التكاليف.

 

●● آلاف السيارات حملت آلاف المصريين فى طوابير بهجة. نحو شواطئ السخنة. وملايين المصريين توجهوا إلى مقاصد سياحية داخلية وإلى الحدائق وإلى ضفاف النيل. لكن مشهد طوابير السيارات التى تمضى فى اتجاه واحد أعادت إلى مشهد مصر الواحدة المتحدة المتفقة.. مصر العائلة التى تلتف حول أعيادها أو حول أحزانها لا قدر الله. مصر التى لا تعرف هذا الفاصل الكريه المريض بين المسلم وبين المسيحى. مصر السلام والخير والحب وليست مصر الكراهية والاحتقان.

 

●● طريق الجيش يقطعه طريق آخر طويل يشق قلب الصحراء الشرقية، وأظنه أحد اقواس الطريق الدائرى الإقليمى الجديد. وعلى الرغم من انه كان يوم إجازة فقد كان هناك مئات العمال والمهندسين يعملون بجد وبجهد وتتحرك معداتهم فى الصحراء تحمل صخور البناء والأمل.

 

●● عاشت كل يد تبنى لمصر ولو كان البناء حجرا فوق حجر. عاشت مصر دائما فى عيد وبهجة. عاشت مصر الواحدة المتحدة المتفقة الطيبة المحبة للخير. 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved