في مباراة مصر والجزائر .. وهل نامت الشياطين ؟!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: السبت 6 يونيو 2009 - 9:26 م بتوقيت القاهرة

 طالب وزير الدولة للاتصالات الجزائرى والأديب عز الدين ميهوبى بعدم إيقاظ الشياطين، وقال فى مقالات بمجلة سوبر الإماراتية: إن بعض الأقلام والألسنة فى مصر والجزائر تذهب إلى ما لا يقبله عاقل فى التجريح والاتهام واستعادة وقائع تجاوزها الزمن وشهدتها مناسبات رياضية فى البلدين، وظلت كثير من الألسنة والأقلام تعيش وتتغذى عليها ومنها.. والوزير عز الدين ميهوبى من أفضل وأشهر الصحفيين الذين مارسوا النقد الرياضى من الجزائريين وهو الذى كتب عنوانا فى جريدة الشعب على ثمانية أعمدة عام 1989 بعد مباراة الذهاب بين مصر والجزائر فى تصفيات كأس العالم التى انتهت بالتعادل صفر/صفر فى مدينة قسطنطينة، وكأن: «كليوباترا تغازل أنطونيو».. فى إشارة إلى اقتراب المنتخب المصرى من التأهل لنهائيات إيطاليا 90.. ثم كتب بعد فوز مصر بهدف حسام حسن فى مباراة العودة: «بكينا فى حجر أم الدنيا»..!

لكن من يوقظ الشياطين حقا؟ هل يوقظها المصريون أو الإعلام المصرى أم أيقظها الجمهور الجزائرى وبعض إعلامه؟! وهل تنام الشياطين أو نامت أصلا كى نتحدث عن إيقاظها؟!
تبدو دعوة عز الدين ميهوبى مثل الآذان فى مالطة وقبرص، فمنذ أشهر تلعب أقلام وأصوات بالنار فى المنتديات والمواقع الإلكترونية وتتحدث عن معركة البليدة، ويرى كثير من الشباب الجزائرى أن الفوز يساوى الموت أو الشهادة.. وربما تكون تلك مبالغات من شباب متعصب، ولو كان يبرر تعصبه بحبه لبلده. لكن من الذى قال إن حب الجزائر يبدأ بسب مصر؟!
دعكم من التحليلات الفنية، ففى النهاية، يمتلك المنتخب المصرى أسلحة، وللفريق الجزائرى أسلحته. فالمنتخب الوطنى المصرى يخوض المباراة المهمة اليوم وهو يحمل لقب بطل القارة مرتين على التوالى، وعنده رصيد يضعه فى المقدمة، بينما لم يتأهل منتخب الجزائر أصلا للبطولتين الأخيرتين، ولكن الفريق الجزائرى يمتلك الأرض وجمهور يشجع بحماس منقطع النظير، و13 لاعبا محترفا، يتقدمهم كريم زيانى نجم مارسيليا الفرنسى، وكمال جيلاس لاعب فريق سلتا فيجو الإسبانى، ونذير بلحاج ظهير أيسر بورتسموث الإنجليزى.. لكن منتخب مصر هزم منتخبات أفريقية تعج بالمحترفين فى بطولتى الأمم بثلاثة محترفين، وبأغلبية من المحليين، وهو ما يجعلنا نسقط وهم الحديث عن اللاعبين المحترفين فى أوروبا.
وكل من يقترب من تلك المباراة يدرك أن مفتاح الفوز بها يكمن فى هدوء الأعصاب، والقدرة على التركيز وسط الضغوط العصبية، المتمثلة فى الجمهور الجزائرى، وفى الهجوم الشرس المتوقع من جانب المدرب رابح سعدان.
وفى آخر تصريحاته حذر سعدان لاعبى فريقه من استفزازات اللاعبين المصريين. ولا أعرف من أين أتى سعدان بقصة الاستفزاز المصرى، بينما يعرف الجميع من أين يأتى الاستفزاز ومن هو صاحبه؟!
أظن أن مباراة اليوم اختبار حقيقى لأعصاب الجمهور الجزائرى، فلا أحد يطالبه بتشجيع منتخب مصر طبعا، ولا أحد يصادر حقه فى تشجيع منتخب بلاده بكل ما أوتى من طاقة وقدرة، لكننا نطالب بعدم التعرض للاعبى المنتخب المصرى.. وهنا أود أن أذكر «سى» سعدان كما يقول التوانسة، وكذلك الجماهير الجزائرية برجاء الشيخ القرضاوى للجمهور الجزائرى بأن يمسك أعصابه، ففى سنوات سابقة، كان الجزائريون وراء إصابة مباريات الفريقين بكل أشكال التعصب والتوتر مثل أن يهتف جمهور الجزائر للسنغال يوم تغلب منتخب بلادهم على الفريق المصرى، فإن هذا يدعو الجميع فى بلد المليون شهيد للتفكير والسؤال: من يوقظ الشياطين.. أو هل نامت حقا؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved