كريستيانو مرة أخرى

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الخميس 5 ديسمبر 2013 - 7:00 ص بتوقيت القاهرة

إذا لم تكن هناك منافسة أو صراع بين فريقين أو بين أفراد أو حتى بين دول، فإن البشر يحبون صناعة هذا الصراع. وهو أمر ملموس فى ميادين الرياضة، خاصة أنه مغلف بالنزاهة والشرف والعدالة.. وأعتقد أن الإعلام فى مجمله يحب أن يصنع صراعا، ثم يتحدث عنه. وهذا الإعلام يمارس تلك اللعبة بشغف وشهوة مع كريستيانو رونالدو وليونيل ميسى.. ففى كل جريدة وبرنامج تجد تناولا حيا لهذا السباق بين النجمين. وهو سباق حار هذه الأيام بسبب الكرة الذهبية التى ستعلن نتيجتها فى زيوريخ يوم 13 يناير المقبل، وبعد اختيار اللجنة المشتركة بين الفيفا وفرانس فوتبول ثلاثة أسماء مرشحة من قائمة تضم 23 لاعبا.

منذ أيام رشحت كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد للفوز باللقب، وأسبابى أنه هداف فريقه، وأنه هداف البرتغال فى تصفيات المونديال وبأهدافه تأهل منتخب بلاده إلى النهائيات. فيما كان تأهل الأرجنتين سهلا ومبكرا فى أمريكا الجنوبية. ومازال ميسى مبدعا مع برشلونة. إلا أن إبداعه تأثر كثيرا لغيابه بسبب الإصابات. ومن أسباب منح الجائزة لرونالدو أن بلاتر سيرغب فى مصالحته بصورة غير مباشرة، بعد أن إنتقده بشده واعتذر له فيما بعد.. والجائزة هنا ليست «شاى بالياسمين»، كما فعل عادل إمام فى فيلمه مرجان.

ماذا عن ريبيرى نجم بايرن ميونيخ الذى قال عنه بلاتينى رئيس الاتحاد الأوروبى إنه فاز هذا الموسم بكل شىء.. ريبيرى كان رائعا وكان دوره محوريا ومهما جدا مع بايرن ميونيخ بطل الدورى والكأس فى ألمانيا وبطل أوروبا. لكن الفائز الحقيقى بالبطولات الثلاث هو الفريق قبل الفرد، بينما يختلف الأمر فى حالة كريستيانو، فهو من صنع الفوز والتأهل لكأس العالم بعد موقعة فاصلة مع السويد.

فى الإطلاق لا أحب الاستناد على الإنجازات. فهى فى كرة القدم لمجموعة وليست لفرد. ويحسم الصراع دائما عندى إبداعات اللاعب ومهاراته وتنوعها. فعلى سبيل المثال حقق حسام حسن إنجازات لا ينافسه فيها لاعب مصرى فى العشرين عاما الأخيرة. لكن فى المهارات والإبداع يتفوق الخطيب بلا منافس. فهو اللاعب الذى كنت تحب أن تذهب إليه الكرة كى تستمتع بما يفعله بها.. وأمثاله حالات نادرة فى الملاعب المصرية.. خاصة أن الاستمرار هو مايمنح النجم الألقاب. وفى هذا السياق، سيكون لمحمد صلاح مستقبل باهر فى أوروبا. وقد أصبحنا نشجع بازل بسببه.. وهو صاحب مهارات رائعة. سرعة انطلاق. تحكم فى الكرة. والأهم المناورة بمشط القدم والتسديد بدون مساحات.. هو فى ذلك من فصيلة ميسى ومارادونا.. أقول من الفصيلة وليس مثلهما، فأسوأ مدح هو المصوبغ بالمبالغة وبطريقة الأقوى والأفضل والأحسن فى العالم، فمازال أمامه الكثير من الجهد ومن الزمن.

أخيرا من ناحية الإبداع أضع ميسى قبل كريستيانو. لأن إبداعه متنوع، مراوغة، تمرير، تحرك، مناورة فى مساحات ضيقة، هدف. أما كريستيانو فهو قوى، سريع، هداف، يحتاج إلى مساحات واسعة.. إن تلك فروق صغيرة ظاهريا. لكنها كبيرة فى مضمونها.. لكن هذه المرة مبروك عليك يا كريستيانو.. واوع تكسفنا ياعم بلاتر؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved