ضع عنوانًا مناسبًا

نادر بكار
نادر بكار

آخر تحديث: الثلاثاء 2 يوليه 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

لو كان ثمة احتمال لسقوط الإسلام وانتهائه لبلغ هذا الاحتمال ذروته يوم وفاة النبى صلى الله عليه وسلم نفسه؛ لكن الصحابة الذين تربوا على قوله تعالى: ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِى اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ).

 

بل يصل الأمر بأبى بكر وزير رسول الله صلى الله عليه وسلم الأول وأقرب الناس إليه ومن زكّاه إلى درجة أن يقول فيه: «لو كنت متخذًا من الناس خليلًا لاتخذت أبا بكرٍ خليلًا».. أبوبكر نفسه يؤكد على استمرار رسالة الإسلام المؤسسية رغم الحزن الذى يعتصر قلبه وهو يلقى على الأمة بيان نعى رسول الله: «يا أيها الناس من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات.. ومن كان يعبد الله فإن الله فى السماء حى لا يموت».. هكذا ببساطة ترجم التوجيه القرآنى إلى اعتقادٍ يمارسه ويحث الأمة على ممارسته.

 

كنت قبل انتخابات الرئاسة مصرًا على رفض ما يمارسه البعض من تغريرٍ بالبسطاء واستغلالٍ لعاطفتهم الجياشة فيدندن حول مفردات الخلافة وهو يعلم أن ارتضاءه العمل بآليات الديمقراطية يعنى احتمالية أن يأتى الصندوق فى كل أربع سنوات برئيسٍ مختلف المشرب والتوجه عمن سبقه .

 

وقلت وقتها إن وطنًا يستوعب الجميع وثورة ما فرقت بين تيارٍ وآخر حتما علينا تغليب النظرة الوطنية الأممية على تلك الحزبية الضيقة فلم نعبأ كثيرًا بأن هذا المرشح أو ذاك سيكون الأقرب إلينا فكريًا فى الوقت الذى قد يتفوق عليه غيره بالكفاءة ولو نسبيًا؛ لاسيما وأننا نعى تمامًا الفارق الشاسع بين اختيار رئيسٍ هو أقرب ما يكون إلى مدير تنفيذى منه إلى خليفةٍ للمسلمين؛ وهى تفصيلة جوهرية غابت عن الكثيرين.

 

فلا داعى إذن شرعى أو واقعى منطقى لتحجير الواسع وتضييق المفاهيم إلى الحد الذى نقنع به أنفسنا ابتداًء أن المشروع الإسلامى لن يأتى إلا من طريق بعينه ثم نحتم بعدها على جيلٍ بأكمله من الشباب الغض المحب لدينه ووطنه أن يتحدى شعبًا خرج يموج بالغضب والنقمة على سياسات فاشلة أتبعها قهر ٌدينى يحرج على الناس الانتقاد وإلا صاروا كفرًة أو منافقين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved